مفهوم الصحافة المسؤولة:
تعتبر الصحافة المسؤولة من أحد أنواع الصحافة التي تم اعتمادها ضمن المجالات الإعلامية العملية والنظرية والتطبيقية، كما يتم التحكم في الصحافة المسؤولة من خلال استخدام معايير النظريات الإعلامية منها النظرية الاستبدادية، النظرية التحررية والنظرية الشيوعية بالإضافة إلى نظرية النظام الاجتماعي، بحيث تسعى هذه النظريات إلى التعامل مع المحتويات الصحفية بعناية وتركيز.
وبالتالي يكون من الضروري التركيز على أنَّ هنالك علاقة وثيقة ما بين الصحافة المسؤولة وما بين الصحافة السياسية، بحيث يؤثر كل منها في الآخر، ولكن الفارق بينهما أنَّ الصحافة المسؤولة تقوم بالتأثير على المحتويات الاجتماعية المسؤولة عن التصرفات المجتمعية داخل الدولة الواحدة.
ففي عام 1947 قامت الحكومات الدولية في إدخال الصحافة المسؤولة؛ من أجل التأثير على السياسات الحكومية والتي تساهم في توفير الفرص؛ وذلك أيضاً من أجل إنشاء النقاشات العامة، بحيث تكون قوية في التأثير على الرأي العام.
وتقوم الصحافة المسؤولة على مبدأ فلسفة الصحافة الشعبية والجمهور الشعبي، بحيث تكون ضرورية من أجل التوسع في المجالات الديموقراطية الصحفية، وهو ما ساهم في جعل الوسائل الإعلامية ذات وعي أكثر بالاهتمامات الإعلامية العامة، كما لا بُدَّ من التأكيد على أن الصحافة المسؤولة تقوم على التأكيد على مشاركة الجمهور والتي بدورها تعكس الأفكار التحررية، للصحافة، وفي نفس الوقت تعتبر الصحافة المسؤولة في الدول الغربية بمثابة عنصر أهم من النظام الاجتماعي والعسكري في الدول.
وبالتالي انبثق عن الصحافة المسؤولة مجموعة من المعايير التي تؤكد على أنَّه جزء لا يتجزأ من علم الاجتماع الإعلامي، كما تؤثر على كافة الأنشطة المجتمعية، على أن تكون مرتبطة بالأفعال اللاذاتية، حيث ظهرت مع ظهور التقنيات التكنولوجية، وعليه فإنَّ الصحافة المسؤولة تقوم على التركيز على عناصر الحوار وأساسياته؛ وذلك من أجل التغلب على كافة الخلافات الناتجة عن المحتويات الصحفية المتعددة.
كما تسعى أيضاً الصحافة المسؤولة إلى استخدام لغة محددة ومفهومة بالنسبة للجمهور المتلقي، كما تؤكد على ضرورة استعمال القواعد التي يتم من خلالها التعبير عن الجمل الإخبارية، بحيث يتم صياغة اللغة الصحفية هنا من خلال اتباع المسوّغات الصحفية التي تم استنباطها من الدراسات الإعلامية.
بالإضافة إلى ذلك فإنَّ الصحافة المسؤولة تقوم على استعمال نظرية فعل التواصل؛ فهي عبارة عن نظرية تم اكتشافها من قِبل العالِم الألماني يورغن هابرماس والتي تؤكد على ضرورة البحث عن عمق الوعي، كما تسعى إلى شرح الفلسلفات المتعلقة بالصحافة المسؤولة.
