حصن أغرا الأثري في الهند

اقرأ في هذا المقال


“Agra Fort” ويسمى بالقلعة الحمراء، ويعتبر إحدى أهم المعالم التاريخية في الهند، وهو عبارةً عن حصنٍ تاريخي قديم تم إضافته في إحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1983م، حيث يعكس الحصن العظمة المعمارية لعهد موغال في الهند.

تاريخ بناء حصن أغرا

يعود تاريخ بناء حصن أغرا إلى القرن السادس عشر في مدينة أغرا التاريخية، حيث تم تأسيسها من قبل الإمبراطور المغولي “أكبر”، بصفتها قاعدة عسكرية ومقر إقامة ملكي، وكانت بمثابة مقر الحكومة عندما كانت عاصمة موغال في أغرا، وتم بناء القلعة بتكليفٍ من أكبر في عام 1565م.

واستغرق بناؤها ثماني سنوات مع 4000 عامل، حيث يبلغ محيط جدران الهيكل الذي يشبه الهلال تقريباً 1.5 ميلاً، وارتفاعها 21 متراً، وتحيط بها خندق، وظلت القلعة المقر الرئيسي للأباطرة المنتمين إلى سلالة موغال حتى عام 1638م، وفي عام 1638م، تم نقل عاصمة سلالة المغول من أغرا إلى دلهي، مما تسبب في فقدان قلعة أغرا ووضعها كمقر إقامة رئيسي لأباطرة المغول.

كان الحصن مملوكاً للعديد من الأباطرة والحكام في الماضي، وخضع للعديد من التغييرات في مظهره، حيث بدأ كل شيء في عام 1526م، عندما اندلعت معركة بانيبات ​​الأولى بين بابور وإبراهيم لودي من سلالة لودي، عندما هزم بابور إبراهيم لودي، جعل حصن إبراهيم لودي وقصره منزله، ثم قام بتعديل الحصن ببناء بئر مدرج ضخم (باولي) بالداخل، وسرعان ما أصبح الحصن نصباً مهماً للمغول، وتم تتويج همايون في الحصن في عام 1530م.

سرعان ما بدأ الأباطرة من السلالات الأخرى يتطلعون إلى الحصن وبدأت الجهود للفوز به، وفي عام 1540م، شن شير شاه سوري حرباً ضد همايون وهزمه في بيلجرام، وتولى شير شاه سوري ملكية الحصن من همايون وأجرى تغييرات طفيفة عليه حتى يتناسب مع ذوقه المعماري الخاص، وبقي الحصن مع أباطرة سلالة سور لمدة 15 عاماً، وفي عام 1555م، تمكن همايون من استعادة أجرا ومعها القلعة، ولكن بعد مرور عام، استولى هيمو فيكراماديتيا؛ القائد العام والعسكري لعادل شاه سوري (آخر إمبراطور لسلالة سور) على أجرا، وتابع الجيش الفارين إلى دلهي وتبع ذلك معركة توغلق آباد بينه وبين تاردي بيك خان، القائد العسكري للمغول.

خسر تاردي بيك خان المعركة بشكلٍ مقنع وتوج هيمو فيكراماديتيا نفسه بالملك، وفي 5 نوفمبر 1556، سار أكبر مع جيشه إلى دلهي وهزموا قوات همايون، وعاد الحصن مرةً أخرى إلى المغول، لكنه كان يتفكك بسرعة، وذلك الوقت، كانت تُعرف باسم “Badalgarh” وتم بناؤها بالطوب وحده، ولكن إدراكاً لأهميتها التاريخية والظرفية، قرر أكبر إعادة بنائها بالحجر الرملي الأحمر.

وفي عهد شاه جهان، تم تعديل الحصن بشكلٍ كبير واتخذ شكله الحالي، حيث قام شاه جهان بتدمير بعض الصروح داخل القلعة وأعاد بنائها حسب ذوقه المعماري الخاص، وخلال أوائل القرن السابع عشر، استولت إمبراطورية المراثا على الحصن، وخلال هذه الفترة شاهد الحصن العديد من الملاك بما في ذلك العديد من أباطرة المراثا وأعدائهم ومن بينهم مجموعة من الأباطرة المغول، وفي عام 1761م، تعرض المراثا لهزيمة هائلة على يد أحمد شاه دوراني؛ مؤسس الإمبراطورية الدورانية.

وجعل أباطرة سلالة دوراني الحصن موطناً لهم حتى عام 1785، وفي عام 1785م، استعاد المراثا الحصن في عهد ماهاجي شيندي، ثم خسر المراثا معركتهم ضد البريطانيين في الحرب الأنجلو مراثا الثانية ومعها الحصن، ثم تمتع البريطانيون بالراحة في الحصن حتى تم تسليمه إلى حكومة الهند في عام 1947م.

المعالم الأثرية في حصن أغرا

عند النظر إلى الحصن من الأعلى، يكون له شكل نصف دائري، حيث تواجه قاعدة الحصن ضفة نهر يامونا، ويحيط بقلعة أجرا جداراً ضخم مزدوج من الحجر الرملي الأحمر، يبلغ طوله حوالي 2 كيلو متراً وتقطعه منحنيات رشيقة وقلاع شاهقة، ويبلغ ارتفاع أسوار الحصن سبعين قدماً، حيث يمتد الحصن لمسافة 2.5 كيلو متراً تقريباً، ويوجد لها أربع بوابات (واحد على كل جانب)، ومن بين البوابات الأربعة، كانت بوابة دلهي وبوابة لاهور هي الأبرز.

حيث تم تغيير اسم بوابة لاهور فيما بعد إلى بوابة “Amar Singh Gate”، حيث استخدم أكبر بوابة دلهي كمدخلٍ رئيسي له وكانت البوابة أيضاً بمثابة حماية ضد الغزاة، كما يوجد بوابةً داخلية تُعرف باسم بوابة الفيل، حيث تم بناء المداخل بطريقة تجعل الغزاة يجدون صعوبة في دخول الحصن حتى بمساعدة فيلة الحرب، ولا يزال الجيش الهندي يستخدم بوابة دلهي لأغراضٍ أمنية.

كما يوجد في الحصن العديد من القصور والقاعات، ومن بين هذه القصور؛ قصر “Macchi Bhavan” و “Khas Mahal” و Shah” Jahani Mahal”، حيث تؤدي بوابة طAmar Singh” إلى الفناء، كما يقع الديوان الرائع (قاعة الجمهور) على الجانب الأيمن، وأبعد من ذلك بقليل تقع الأجنحة الملكية، التي تضم مسجد ناجينا الشهير ومسجد مينا، كما يحتوي الحصن على حمامات ملكية مصنوعة من الرخام كانت تستخدمها الأميرات.

كما تم بناء أماكن عبادة وسوق خاص للسيدات داخل القلعة، وفي قاعدة الحصن، تم حفر ممر سري في محاولة للوصول إليه بسهولة في أوقات الطوارئ، كما تشمل عوامل الجذب الأخرى في الحصن حديقة العنب وبرج الياسمين وقصر المرايا (شيش محل) وقاعات المحاكم وأطلال قصر أكبر الرائع، حيث يقال أن القلعة كانت تضم خمسمائة مبنى جميل المظهر، لكن لسوء الحظ، تم تدمير العديد من هذه المباني في فتراتٍ زمنية مختلفة لأسبابٍ مختلفة.

ويوجد في حصن أجرا العديد من الشقق والمباني السرية تحت الأرض، حيث يقال إن الحصن بأكمله متصلاً ببعضه البعض من خلال الأنفاق والممرات الأخرى تحت الأرض، ووفقاً للمؤرخين، يُقال أن الأباطرة الذين امتلكوا الحصن خلال فترة حكمهم ساهموا في الأنفاق السرية لأسبابٍ واضحة، حيث يقع أحد الأنفاق المعروفة بالقرب من بوابة المياه، ويربط الحصن بضفاف نهر يامونا.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: