سوق واقف الأثري في قطر

اقرأ في هذا المقال


“Souq Waqif” ويعتبر إحدى أهم المواقع الأثرية في قطر وهو يمثل التأسيس الأصلي لمدينة الدوحة، حيث يعكس التبادل التجاري والثقافي الوثيق مع الحدود الجنوبية الإيرانية ودول الخليج الأخرى.

تاريخ سوق واقف الأثري

يعود تاريخ سوق واقف إلى القرن الثامن عشر الذي يقع على أحد ضفاف وادي مشريب في قطر، حيث أشتق اسمه من حقيقة أن التجار باعوا بضائعهم وهم واقفون عندما كانت البنوك غالباً ما تكون رطبة خلال فصل الشتاء، وقد تم ذكر السوق أولاً في الوثائق التاريخية حوالي عام 1766م، وكان سوق واقف عبارةً عن سوقٍ للبدو لأخذ الصوف والحيوانات لتجارة الضروريات اليومية.

وقد اشتمل في الأصل على منازلٍ تقليدية ذات فناء من طابقٍ واحد، ومع مرور الوقت حوَل التجار المالكين المنطقة إلى منطقةٍ تجارية تبيع العديد من السلع بالتجزئة والجملة، بعد ذلك، بدأ السوق في الانهيار وكاد يصل إلى نقطة الانهيار، حيث هجر القطريون مركز المدينة للفيلات المعاصرة في الضواحي الجديدة، بعد أن دمر حريق العديد من المباني في سوق واقف.

وموَلت العائلة المالكة القطرية مشروع ترميم من 2004-2008م، حيث تضمن المشروع الحفاظ على أقدم المباني وهدم جميع المباني التي شيِدت بعد عام 1950م وإزالة معظم مواقف السيارات السطحية، واستبدالها بمرائب وقوف سيارات تحت الأرض، بحيث تلتزم الهياكل المبنية حديثاً بالطراز المعماري القطري المحلي أو تقوم بتحديثه، حيث يدمج العديد من أساليب البناء التقليدية لتعكس الأصول التاريخية لمدينة الدوحة، بما في ذلك جدران البناء السميكة وأسقف المانغروف والحجر الطبيعي وأعمدة الخيزران، التي تعمل كعزلٍ ضد مناخ الصحراء الحار.

كما يتميز السوق المرمم بارتفاع مبانٍ منخفض، حيث يتراوح ارتفاعها من طابقين إلى ثلاثة طوابق، وتفصل هذه المباني سلسلة من ممرات المشاة بما في ذلك العديد من الأزقة الضيقة، ويحتوي على مساحات تخزينٍ كبيرة للبيع بالجملة والتجزئة لمواد البناء والتمور والأرز، كما يوجد فيه محلات للأشغال اليدوية وأكشاك للتجار المتنقلين في الهواء الطلق، حيث تم استيراد البضائع المباعة في السوق من شبه الجزيرة العربية وشرق إفريقيا والهند.

السياحة في سوق واقف

يعتبر سوق واقف إحدى أهم الأماكن السياحية الأثرية في قطر، وهو عبارة عن مفارقةٍ تاريخية، لا سيما على خلفية أفق الدوحة الحداثوي الدرامي بمبانيه المكسوة بالطين، وينتقل السوق إلى حقبة الماضي بينما يظل مركزاً للنشاط التجاري والسياحي، حيث تقدم الأزقة المتعجرة في سوق واقف لوحة من حياة الشارع التقليدية، وفي ما يلي أبرز النشاطات السياحية التي يمكن القيام بها في سوق واقف:

1. التجول في سوق الذهب

لا تزال المجوهرات الذهبية تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ويمكن للمرء أن يتجول في قسم الذهب في السوق ليشعر بأهميته المستمرة في التقاليد المحلية، حيث يحتوي على العديد من قطع الرأس المعقدة والقلائد متعددة المستويات، حيث يوفر سوق الذهب كل ما يحتاجه الزائر بغض النظر عن الميزانية.

2. إمساك الصقر في اليد

الصقارة هي رياضة تقليدية في قطر، وسوق واقف يعتبر موطناً لسوق الصقور، حيث يمكن رؤية الطيور المهيبة عن قرب وتحت عين صاحب المتجر الساهرة، ويمكن الوقوف مع إحدى الصقور وهو يطفو على الذراع، ومن الممكن أيضاً شراء الصقور والأدوات، كما يوجد مستشفى مخصص يعالج تلك الصقور.

3. مشاهدة الإبل والخيول

يمكن التوجه إلى حظيرة الجمال التي تقع بالقرب من سوق الصقور لمشاهدة هذه المخلوقات ذات العيون الظبية، أو التجول  في الإسطبلات الأميرية، حيث تسيطر الخيول العربية الجميلة بين أخذ شرطة التراث في الجولات اليومية في السوق.

4. المحلات التجارية

تحتوي المحلات التجارية في أزقة السوق على العديد من السلع العملية والخيالية؛ من الأحذية إلى التحف والحرف اليدوية، والكثير من القطع الأثرية من جميع أنحاء المنطقة، كما تحتوي على معداتٍ لصيد الأسماك واللؤلؤ، والكثير من الأقمشة المنسوجة والسجاد والأثاث الخشبي، والزخارف الزجاجية المصنوعة في ورش العمل المجاورة.

5. مشاهدة الأعمال الفنية

يعرض مركز سوق واقف للفنون المزين بالأعمال الخشبية الجميلة، والبلاط المرسوم يدوياً، والصناديق الملونة، أعمال الفنانين المحليين والزائرين، وكلها متاحة للبيع، كما يوجد العديد من ورشات العمل المحيطة بالمعرض، ومن الممكن الاستمتاع بحضور فصلٍ فني أو مشاهدة الفنانين في العمل.

6. التعرف على اللآلئ

كانت قطر في قلب صناعة اللؤلؤ في الأيام الماضية، حيث يحتوي سوق واقف على متجراً للؤلؤ الواقع وسط المتاجر التي تبيع المصنوعات اليدوية، حيث يمكن بدء محادثة مع المالك، والتعرف على فن صيد اللؤلؤ المفقود، ومشاهدة العديد من أنواع اللؤلؤ الأبيض والوردي والرمادي الرائع.

7. شراء منتجات التجميل المحلية

يمكن العثور على العديد من العطور ومستحضرات التجميل التقليدية في سوق واقف؛ كالعود والمسك والعطور المصنوعة حسب الطلب، والكحل وزيت الأرغان وتصميم الحناء، حيث يمكن الحصول على وشم حناء جديد يقوم بتطبيقه فناناً في الموقع.

8. المأكولات الشعبية

يوجد في سوق واقف العديد من المطاعم والباعة المتجولين والكثير من النساء في الفناء المركزي اللواتي يقمن ببيع المأكولات التقليدية؛ كالسمبوسك وورق العنب ويخنات اللحم والزلابية الحلوة، كما يمكن تجربة شاي الكرك والكريب والكثير من الأطباق المطهوة بالأواني الفخارية.

المصدر: كتاب الموجز في علم الآثار للمؤلف الدكتور علي حسنكتاب موجز تاريخ علم الآثار للمؤلف الدكتور عباس سيد أحمد محمد عليكتاب عجائب الآثار في التراجم والأخبار للمؤلف عبد الرحمن الجبرتيكتاب علم الآثار بين النظرية والتطبيق للمؤلف الدكتور عاصم محمد رزق


شارك المقالة: