دراسة سلوك الغوريلا

تعتبر الغوريلا من الثدييات كبيرة الحجم إذ يصل طول بعضها ما يزيد على المترين والنصف، وهي من الحيوانات الأليفة التي لا تميل إلى العنف أو التشاجر أو القتل، وعلى الرغم من شكلها المخيف فهي من أكثر الحيوانات هدوءً وخوفاً من الآخرين، كما وأنّ الغوريلا من الحيوانات النباتية التي لا تأكل إلا النباتات والأعشاب وأوراق الأشجار، وهي من الحيوانات النارة المهدّدة بالانقراض التي لا تتواجد إلا في القارة الأفريقية على وجه الخصوص، فما هي أبرز السلوكيات التي تمتاز بها الغوريلا؟

أبرز السلوكيات التي تمتاز بها الغوريلا

1. سلوك الغوريلا في التعايش

تعيش الغوريلا في الغابات الاستوائية في القارة الأفريقية على وجه الخصوص، وهي من الحيوانات العاشبة التي لا تأكل اللحوم قطعاً ولا تعتبر من المفترسات كما يعتقد البعض، وتمتلك الغوريلا أطرافاً ضخمة ورأس كبير كما وتعتبر الأيدي لديها ذات حجم كبير وهي أطول من القدمين بقليل تنتهي بأصابع وأظافر قوية، ويمكن لها باستخدام أيديها أن تتسلّق الأشجار وأن تركض على الأرض مستخدمة أيديها وأرجلها أحياناً.

تشبه الغوريلا في مشاعرها مشاعر الإنسان إلى حدّ كبير، فهي حيوانات ذكية تغضب وتفرح وتحزن وتشعر بالملل والاضطراب، وهي تضطر أحياناً إلى أن تعيش منعزلة إذا ما شعرت بالكآبة أو بالضيق، كما وأنّ الغوريلا من الحيوانات الاجتماعية التي تعيش ضمن نطاق المجموعة الواحدة، حيث يصل عدد أفراد المجمعة ما بين خمسة وثلاثين غوريلا.

2. سلوك الغوريلا في استخدام الحواس

تعتبر الغوريلا من أكثر الحيوانات ذكاء وهي تزيد ذكاء عن الدلفين البحري، إذ مكن لها أن تتعلّم لغة الإشارة مع إمكانية التعلّم والتطوّر، حيث تمّ تدريب الغوريلا من قبل الإنسان في كثير من المواقف وكانت تتعلّم بسهولة، وهي تمتلك جميع الحواس الممكنة التي تساعدها على التعايش مع الحيوانات الأخرى، إذنها تمتاز بنظر جيد ربما هي الحاسة الأضعف لديها، كما وتمتلك حاسة سمع وذوق وشمّ جيدة أيضاً.

تمتاز الغوريلا بأنها من الحيوانات النهارية التي تنشط وقت النهار وهي قادرة على الركض ولكن بسرعة بطيئة، حيث تصل سرعتها حوالي خمسة وعشرين كيلو متر في الساعة الواحدة، وهي من الحيوانات التي تقضي أوقات الليل وهي نائمة في مكان مجهّز للنوم، حيث يتشكّل المأوى من الأوراق والأغصان والأعشاب التي يكون شكله قريب من شكل الوعاء، وأحياناً تنام الأنثى فيه برفقة صغارها.

الغوريلا من الحيوانات المسالمة التي عادة ما تقوم بالبحث عن طعامها على شكل مجموعات، ولا يوجد لدى الغوريلا الكثير من الأعداء سوى النمور والتماسيح، وهي من الحيوانات التي لا يمكن لها السباحة وهي تكره المناطق المليئة بالمياه، ويمكن للغوريلا ان تعيش لغاية خمسين عاماً إذا ما تعرضت للمرض أو الافتراس.

3. سلوك الغوريلا في الدفاع عن نفسها

تستخدم الغوريلا أصواتها المرتفعة في محاولة الدفاع عن نفسها، كما وأنها من الحيوانات التي قد تظهر بعض العدوانية في حال اضطرت لذلك، فهي عندما تشعر بالخطر تقوم بمهاجمة الحيوانات التي تهدّد حياتها أو حياة صغارها، وهي تستخدم أيديها القوية وأسنانها الحادة وحجمها الكبير في محاولة الدفاع عن نفسها.

كما وتقوم الغوريلا بالضرب بواسطة أيديها على صدورها لإخافة أعدائها وتحذيرهم بقوتها، كما وأنّ باقي أفراد المجموعة قد يساعدوا الفرد الذي يتعرّض للهجوم من قبل أي مفترس آخر، وهي عادة ما تميل إحداث الضوضاء في حال تعرضت لأي هجوم في محاولة عدم إلحاق الأذى بأحد، وهي تخاف من الأفاعي على وجه الخصوص ومن النمور والتماسيح، وتحاول أنثى الغوريلا عادة النوم فوق الأشجار للهرب من المفترسين، بينما يقوم الذكر بحمايتهم بالبقاء على الأرض أو قريباً منها.

4. سلوك الغوريلا في الحصول على الطعام

يمكن للغوريلا أن تحصل على طعامها من خلال أكل الأعشاب والنباتات والفواكه، وهي من الحيوانات التي تحصل على غذائها بصورة جماعية، حيث تقوم بالبحث عن طعام لمسافات ليست بالبعيدة وقد تضطر إلى النوم أثناء البحث عن الطعام، وعاد ما تأكل الغوريلا الكثير من الطعام في اليوم الواحد فيما يزيد على الخمسة وعشرين كيلو، وهي من الحيوانات التي تم رصدها تأكل بعض الحشرات والحيوانات الصغيرة مثل القوارض.

5. سلوك الغوريلا في التكاثر

تعتبر الغوريلا من الثدييات التي تتكاثر عن طريق الولادة، وتحمل الأنثى بصغير واحد لمدة تصل لغاية تسعة أشهر تعتني به الأم عن طريق الرضاعة، وهي من الحيوانات التي تقوم الأم بعناية صغارها وحملهم على ظهورها لمدة تصل ما بين ثلاثة أشهر وأربعة سنوات.