سحلية الرمل وصغارها

اقرأ في هذا المقال


سحلية الرمل (Sand Lizard) هي أندر السحالي الأصلية في المملكة المتحدة، كما إنها غير ضارة تمامًا للإنسان، ففي المملكة المتحدة تعتبر سحلية الرمال متخصصة في موائل الأراضي الصحراوية والكثبان الرملية، ويمكن العثور على السكان الأصليين في جنوب إنجلترا.

مظهر سحلية الرمل

يمكن الخلط بين السحلية الرملية بسهولة وبين السحلية الشائعة وسحلية الجدار غير الأصلية، كما إنّها ممتلئة الجسم مع أنماط بنية متنوعة أسفل الظهر مع شريطين قويين في الظهر، ويمكن أن يصل طولها إلى 20 سم، ويتمتع الذكر بجوانب خضراء مائلة للصفراء، وهي مشرقة بشكل خاص خلال موسم التكاثر في أواخر أبريل ومايو، وعادة ما يكون للإناث لون الخلفية من البني إلى الرمادي (للتمويه بشكل أفضل)، وتتميز السحالي الرملية بعلامات بقعة عين بارزة (علامات بنية داكنة مع مراكز قشدية بيضاء)، وفي المقابل فإنّ كلا من السحلية العادية وسحلية الحائط أكثر رشاقة بكثير.

موطن سحلية الرمل

تتوزع السحالي الرملية في معظم أنحاء أوروبا وشرقًا إلى منغوليا وشمال غرب الصين، كما إنّهم يعيشون في مجموعة واسعة من أنواع الموائل بما في ذلك الأراضي الصحراوية المنخفضة والكثبان الرملية والمروج والأراضي العشبية والسهوب والشجيرات والأراضي الحرجية المفتوحة، كما أنّها تحتل مجموعة من الموائل التي من صنع الإنسان بما في ذلك خطوط السكك الحديدية وجوانب الطرق وحدود الحقول والحدائق الريفية، والسحلية الرملية هي أندر السحالي في المملكة المتحدة وتقتصر على جنوب وغرب إنجلترا وفي موقعين في ويلز.

يمكن العثور على عدد صغير من السكان في جزيرة كول في هبريدس الداخلية في اسكتلندا، حيث أطلق العلماء 39 فردًا في السبعينيات لاختبار ما إذا كان بإمكانهم البقاء على قيد الحياة حتى أقصى الشمال، وخارج المملكة المتحدة، وتوجد أيضًا في المناطق الغربية من روسيا ومنغوليا والصين.

وفي المملكة المتحدة توجد السحالي الرملية على الكثبان الرملية والمراعي الجافة في الأراضي المنخفضة، وفي الأراضي القاحلة يفضلون الخلنج غير المظلل الذي يتخللها أرض مكشوفة لوضع البيض وتوجد في المنحدرات التي يغلب عليها الجنوب، ويفضلون على الكثبان الرملية المناطق ذات عشب المرام الناضج، توفر لهم هذه الموائل الدفء والغطاء من الحيوانات المفترسة والفريسة المناسبة.

عادات سحلية الرمل

السحالي الرملية هي كائنات منعزلة ونهارية، فخلال النهار يتشمسون على الصخور وفي الليل يعودون إلى حفرهم تحت الأرض، وتتغذى في أي وقت من اليوم باستخدام عدة طرق للصيد، وقد ينصبوا كمينًا لفريستهم بالإضافة إلى مطاردتها، وعندما يحتاجون إلى حماية أنفسهم فإنّ هذه السحالي ستتجمد بالاعتماد على تمويهها أو تنفجر من ذيولها وتلدغ الحيوانات المفترسة، وخلال أشهر الشتاء تدخل السحالي الرملية فترة سبات في الجحور التي تحفرها عادة في التربة الرملية، أمّا في أوائل الربيع يظهر الذكور دائمًا أولاً ويستعدون لموسم التزاوج.

سحلية الرمل والنظام الغذائي

السحالي الرملية من الحيوانات آكلة اللحوم، حيث يأكلون الحشرات المختلفة وخاصة العناكب والجنادب والصراصير، وتأكل السحالي الرملية أنواعًا مختلفة من العناكب والحشرات، وبشكل عام هي من الزواحف من ذوات الدم البارد لذا فهي موفرة للطاقة للغاية لذا فهي لا تحتاج إلى تناول الكثير من الطعام.

تكاثر سحلية الرمل والصغار

تقوم السحالي الرملية بحفر جحر بيض في أرض مكشوفة في يونيو وتضع مخلبًا من 6-12 بيضة، ويفقس هذا بعد 2-3 أشهر وعادة في أواخر أغسطس وأوائل سبتمبر، والسحالي الرملية هي الأنواع الأصلية الوحيدة من السحالي في المملكة المتحدة التي تضع البيض، وهو ما يُعرف باسم البيوضية (Oviparity)، وتلد كل من السحالي والديدان البطيئة صغارًا أحياء تُعرف باسم الوَلودية أو الولادة الحية (viviparity).

موسم تكاثر السحالي الرملية يحدث في الربيع، فبعد أسابيع قليلة من السبات يصبح الذكور عدوانيين للغاية تجاه بعضهم البعض محاولين التزاوج بأكبر عدد ممكن من الإناث، وفي أواخر مايو أو أوائل يونيو تضع الإناث البيض في الرمال السائبة في مكان مشمس تاركة إياها لتحتضن بفعل دفء الأرض، ويتكون القابض من 6-14 بيضة ويستغرق التفريخ عادة ما بين 50-55 يومًا، وعند الفقس يكون الصغار مكتملين النمو وقادرون على الاعتناء بأنفسهم، وبشكل عام يصل الذكور إلى مرحلة النضج الإنجابي بحجم أصغر مقارنة بالإناث.

يمكن أن تكون طقوس المغازلة لدى سحلية الرمل أكثر تفصيلاً من السحالي الأخرى الموجودة في بريطانيا، فقرب نهاية شهر أبريل سيدافع ذكر سحلية الرمال الذي كان يمارس رياضة التزاوج الأخضر المتلألئ عن الأراضي الرئيسية، ويمكن أن تكون السحالي الرملية عدوانية كما أنّ المعارك بين الذكور المتنافسين، ليست غير شائعة على الرغم من تسوية العديد من النزاعات من خلال المواقف التنافسية، وتحفر الأنثى سلسلة من جحور الاختبار في الرمال المعرضة لأشعة الشمس، ويفترض التحقق من مواقع وضع البيض ذات الدفء والرطوبة المناسبين، والتي تستغرق ما بين 8 إلى 10 أسابيع حتى تفقس، ويعتمد البيض في النمو على دفء الشمس.

يمكن أن تكون إناث السحالي الرملية مشغولة للغاية عند الحفر وتكون أكثر عرضة لخطر الافتراس، وأظهرت الملاحظات الحديثة التنافس على أفضل مواقع وضع البيض، حيث تقوم الإناث المهيمنة بإخراج الإناث المرؤوسات جسديًا من أفضل المواقع والاستيلاء على جحور بيضها، وتبدأ بعض الإناث في جنوب المملكة المتحدة في إنتاج مجموعة ثانية من البيض في أواخر الصيف، وهذا هو الاتجاه الذي من المرجح أن يصبح أكثر وضوحا مع ارتفاع درجة حرارة الأرض يرفع متوسط ​​درجات الحرارة.

لا توفر القائمة الحمراء للاتحاد العالمي للحفاظ على البيئة (International Union for Conservation of Nature – IUCN) والمصادر الأخرى العدد الإجمالي لحجم تجمعات سحلية الرمل، وحاليًا تم تصنيف هذا النوع على أنّه الأقل قلقًا (LC) في القائمة الحمراء للاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة ولكن أعداده اليوم آخذة في التناقص.

سحلية الرمل والتهديدات

تشمل الأنواع الأصلية التي تأكل أحيانًا سحالي الرمل العوسق والغراب (الغراب والعقعق) والغرير وحيث توجد أندر الأفعى في المملكة المتحدة الأفعى الناعمة، وفي المناطق العشبية التي تحدها المناطق الحضرية تفترسها القطط المنزلية أيضًا، ويمكن أن يكون لفقدان الغطاء النباتي بسبب الحريق على سبيل المثال تأثير كبير على السحالي الرملية من خلال جعلها أكثر عرضة للحيوانات المفترسة، وسحالي الرمل مُدرجة على أنها الأقل مصدرًا للقلق في القائمة الحمراء للـ (IUCN)، ولكنها نادرة نسبيًا في المملكة المتحدة، وتاريخياً كان فقدان الموائل وتجزئة الموائل النادرة حيث توجد السحالي الرملية (الكثبان الرملية والصحية) شديدًا للغاية.

على سبيل المثال تم فقدان 85٪ من الأراضي البور في دورست منذ القرن الثامن عشر وتم تجزئة الأراضي البور المتبقية إلى أكثر من 150 موقعًا منعزلاً، والأسباب الرئيسية لفقدان الموائل هي التنمية الحضرية أو التظليل حيث يصبح الفرك هو السائد خلال التعاقب الخضري، وحوالي 85 ٪ من ويلدن هيثس (جنوب ويفرلي وفي هامبشاير) كانت معروفة في أواخر القرن الثامن عشر ضاعت بحلول السبعينيات.

كما ساهم التشجير في المواقع الصحراوية وبالقرب منها والاستصلاح الزراعي والنشاط العسكري والتنقيب عن المعادن في فقدان السحالي الرملية من المواقع التي حدثت فيها ذات مرة، ومعظم المواقع المتبقية للسحالي الرملية مجزأة ومعزولة مما يعرض هؤلاء السكان لخطر الحرائق الصحية وتآكل الكثبان الرملية.

الحفاظ على سحلية الرمل

تعتبر السحلية الرملية من أولويات الحفظ في إنجلترا وويلز، حيث تركز أعمال الحفظ على الحفاظ على المجموعات السكانية المتبقية وإعادة إنشاء الأنواع عبر مداها التاريخي من خلال إعادة الإدخال واستعادة الموائل لربط المواقع الحالية، فهذا النوع محمي بشكل صارم بموجب القانون البريطاني والأوروبي الذي يجرم قتلهم أو جرحهم أو أسرهم أو إزعاجهم أو إتلاف أو تدمير موائلهم أو حيازتها أو المتاجرة فيها، وتفيد إدارة استعادة الأراضي الصحراوية السحالي الرملية والزواحف الأخرى بما في ذلك الأنواع النادرة الأخرى مثل الثعبان الأملس.

تعد إزالة الأشجار المستعمرة مثل البتولا والصنوبر أمرًا بالغ الأهمية للحفاظ على الغطاء النباتي الصحي المفتوح الذي يحتاجه هذا النوع، ويتم أيضًا إنشاء بقع رملية مفتوحة لتوفير مناطق للسحالي الرملية لوضع بيضها، وتدير (ARC) المحميات الطبيعية، حيث يمكن للسحالي الرملية والزواحف الأخرى أن تزدهر وتراقب حالة الموائل وكيف ترتاد مجموعات السحالي الرملية، وعملت منظمة حماية البرمائيات والزواحف (ARC) على مدار سنوات عديدة مع شركاء لإعادة إدخال سحلية الرمل إلى المواقع الواقعة ضمن نطاقها التاريخي، وتم إطلاق أكثر من 10000 حيوان في البرية في الكثبان الرملية والمراعي في إنجلترا وويلز.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: