أثبت علماء السلوك أنّ عدداً كبيراً من الحيوانات تعيش وتبحث عن طعامها ويزداد نشاطها أثناء فترة الليل فقط، وأن النهار هو فترة نوم وخمول فقط لا يقوم به الحيوان بأي نشاط يذكر، ولعلّ الحيوانات التي تنشط ليلاً عادة ما تكون ذات قدرات كبيرة في مجال الصيد والتخفّي والحصول على الغذاء والمأوى، حيث تعتبر الحواس التي تمتلكها الحيوانات الليلية متطوّرة اكثر من الحواس التي تمتلكها الحيوانات النهارية، فما هي أبرز السلوكيات الخاصة بالحيوانات الليلية؟
أبرز السلوكيات الخاصة بالحيوانات الليلية
1. قدرة الحيوانات الليلية على استخدام الحواس
تعدّ الحيوانات الليلية حيوانات ذات إمكانيات كبيرة في استخدام الحواس الخاصة بها، إذ أنها تمتلك حاسة سمع ونظر وشمّ قويّة أكبر من تلك التي تمتلكها الحيوانات النهارية، فهي قادرة على التعايش مع الظلام بصورة طبيعية وتستطيع أن تحصل على طعامها بسهولة كبيرة نظراً للتطور الكبير في حاسة النظر لديها، إذ أنها ترى الأشياء بصورة واضحة جداً تمكّنها من مباغتة الحيوانات الأخرى دون إدراك الفرائس بهذه القدرة العجيبة.
كما وأنها تستطيع التكيّف مع ضوء النهار بصورة طبيعية ولكن يبقى الظلام هو البيئة التي تتناسب مع طبيعتها، ومثال ذلك طائر البومة والقطط والخفافيش وعدد كبير من القوارض إذ أنها قادرة على التكيف مع البيئة التي تتواجد فيها بسهولة نظراً لكبر عيونها مقارنة مع اجسامها مثل البومة.
كما وتستخدم الحيوانات الليلية حاسة الشم والسمع بصورة جيدة أكثر حدّة من تلك الخاصة بالحيوانات النهارية، ويمكن لنا أن ندرك أن الحيوانات الليلية هي حيوانات تهيأت لها الظروف الفطرية والمكتسبة من أجل العيش في الظلام؛ للابتعاد عن الحيوانات المفترسة التي تنشط في أوقات النهار خوفاً على حياتها، ولسهولة الحركة أثناء الليل والقدرة على تناول الغذاء بصورة أكثر أمناً.
2. القدرة على الصيد بسهولة عند الحيوانات الليلية
تعتبر السلوكيات الخاصة بالحيوانات الليلية كبيرة نظراً لقدرتها الكبيرة على الإيقاع بفرائسها بسهولة، ولعل السبب في ذلك يعود إلى استخدامها للحواس الخاصة بها بصورة متقنة تجعل من عملية الصيد أسهل ومؤكدة أكثر، كما وأن منافسة الحيوانات الأخرى لها على الصيد تبدو قليلة كون الحيوانات الليلية أقلّ بكثير من تلك التي تتنقّل وتعيش في أوقات النهار.
3. سهولة الحركة والتنقل والتكاثر عند الحيوانات الليلية
تبحث الحيوانات بصورة عامة عن طريقة تحافظ من خلالها على نسلها وتواجدها، وخاصة في ظلّ وجود حيوانات مفترسة أكبر حجماً واكثر ضراوة وقوّة، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من قدرة الحيوانات الليلية على التكاثر والتنقّل بحرية أكبر دون الخوف من أي حيوان آخر.
