من الغريزي أن جميع الحيوانات تحتاج إلى النوم سواء في النهار أو في الليل، وتحتاج الثدييات كما هو معروف إلى ساعات نوم أطول بكثير من تلك التي تحتاجها الطيور، فالأسود تحتاج إلى ساعات نوم تصل لغاية عشرين ساعة وكذلك الدببة مع وجود بعض الاستثناءات مثل الفيل والزرافة، إلا أن الأمر لدى الطيور مختلف تماماً على الرغم من أنها من ذوات الدم الحار فهي تحتاج إلى ساعات نوم أقل، ولكن هل تساءلنا يوماً ما عن سلوكيات الطيور في النوم فوق الأشجار.
سلوك الطيور في النوم فوق الأشجار
لا تستطيع معظم أنواع الطيور التحرك في النهار بصورة جيدة مثل طائر البومة مما يجعله مضطراً للنوم في النهار والتحرك في الليل بحثاً عن الغذاء، إلا أن من أبرز السلوكيات التي تقوم بها البومة أثناء النوم وفي الحركة هو الوقوف فوق أغصان الأشجار بصورة تسمح لها برؤية الأشياء من حولها بصورة واضحة، وكذلك الأمر بالنسبة للغراب الذي عادة ما ينام ليلاً فوق الأشجار ويقوم منذ الصباح الباكر بالتحرك باتجاه المياه والأماكن التي يتوفر فيها الصيد.
إن معظم الطيور التي يمكن لها الطيران عادة ما تحاول البحث عن الأشجار البعيدة عنة الأرض كسلوك غريزي تحاول من خلاله الابتعاد عن مخاطر الحيوانات المفترسة، وكذلك للشعور بأمان أكبر أثناء النوم خوفاً من أي هجوم مباغت، ولا يشترط بالطيور التي تنام فوق الأشجار أن تقوم ببناء العش لتنام فيه.
لا تحتاج النعامة إلى أن تتسلق شجرة لتنام فوقها فهي ضخمة جداً ولا يمكن لها أن تنام بحجمها الكبير فوق الأشجار كونها لا تطير، وكذلك الأمر بالنسبة لطيور البطريق وطيور الفلامنغو التي تنام على الأرض وكذلك معظم أنواع الدجاج، فجميع هذه الطيور وغيرها تحاول النوم في أماكن آمنة بعيداً عن مرأى الحيوانات المفترسة التي تهدد حياتها.
لا تنام الطيور لأوقات طويلة ولا تقوم بالسبات الشتوي، فهي تأكل بصورة يومية وتطير وتبحث عن غذاءها بصورة دورية، وفي نهاية اليوم عادة ما تحاول المبيت في عشّ خاص بها أو فوق الأشجار بصورة جماعية مثل معظم أنواع العصافير، وتملك الطيور استراتيجية رائعة تساعدها في التواجد فوق الأشجار والنوم حتى وهي واقفة على قدميها ممسكة بالأغصان التي تجميها من السقوط، وقد تنام الطيور وأحد عينيها مفتوحة في محاولة حماية نفسها من الافتراس مثل الدجاج.
في الختام تقوم الطيور بصورة عامة بالعديد من السلوكيات التي من شأنها حمايتها من الحيوانات المفترسة مثل النوم فوق الأشجار، وهذا الأمر من شأنه أن يحميها من خطر الافتراس أو التعرض لهجوم مباغت وللشعور بأمان أكبر.
