لوقت طويل كان يُعتقَد بأنّ الحيوانات كائنات حيّة غبية لا تملك عقولاً تساعدها على التفكير، ولكن في كلّ يوم ومع تطوّر العلم الذي يدرس سلوكيات الحيوان تبيّن بأن الحيوانات وليس كلّها ولكن معظمها تمتلك مشاعر وأحاسيس خاصة، وتختلف عن تلك التي يشعر بها البشر ولكنها موجودة، فهي تحزن وتغضب وتشعر بالسعادة وتتألم كونها تمتلك مشاعر غريزية تساعدها في تقمّص تلك الحالات الاستثنائية، ولعلّ دبّ الباندا هو خير من يقوم بتمثيل تلك المشاعر وخاصة إذا ما تعلّق الأمر بالحزن، فما هي السلوكيات الخاصة بدب الباندا للتعبير عن حزنه؟
سلوك دب الباندا في التعبير عن مشاعر الحزن
يعتبر دبّ الباندا من الحيوانات الأليفة التي ليس من طباعها مهاجمة أي شخص، ولا تصنّف ضمن الحيوانات المفترسة على الرغم من أنها أحد أشهر أنواع الدببة، فدبّ الباندا يمتاز بسلوك وطباع هادئة للغاية على الرغم من شكله الذي يشبه إلى حدّ كبير الدب القطبي مع رأس أكبر أو الدب البني مع كتلة حجم أقل، فهو من الحيوانات التي اعتادت أن تأكل الخيزران الذي يُشكّل ما نسبته تسعين بالمئة من طعامه.
على الرغم من صفاته الشكلية التي تشبه كثيراً الصفات الشكلية للدببة المفترسة، إلا إنّ دب الباندا يعتبر من الدببة ذات السلوكيات الرائعة التي يألفها الآخرون، وهو على الرغم من شكله الضخم يمتاز بمشاعر مرهفة تعبّر عن ذكاء غير عادي، فدبّ الباندا من الحيوانات القليلة التي تُعبّر عن غضبها بالعزلة والجلوس بصورة كئيبة تُعبّر عن مشاعر رافضة لما يدور حولها.
ويقوم الدب الباندا عادة بالتوجه إلى أماكن معيّنة للجلوس بصورة منفردة وقد يعطي ظهره للآخرين في حال تعرّض للتهميش أو في حال عدم حصوله على الطعام، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل من سلوكه هادئاً حتّى عندما يغضب، فهو قادر على أن يظهر سلوكيات محبّبة كما هو مظهره الرائع، فجلوسه وحيداً يشير إلى عدم رضاه أو حاجته إلى أمر ما اعتاد الحصول عليه، كما وقد يعبّر هذا الحيوان الرائع عن حزنه إذا ما فقد أحد أقرانه أو أحد أقربائه.
قد يعبّر دب الباندا عن حزنه إذا ما تعرّض للتهميش من قبل الأنثى أو العكس أو إذا ما فقد أحد أبنائه، كما وقد يشعر بالحزن إذا ما حُرِم من الطعام أو تأخر عليه إذا كان يعيش في حديقة أو محمية مأوى خاص بالحيوانات، ويعبّر عادة عن سلوكه بالرضا إذا ما تحقق الأمر الذي كان يرغب في الحصول عليه.
