ضفدع كيس الصفن وصغاره

اقرأ في هذا المقال


ضفدع كيس الصفن (Scrotum frog) هو الضفدع النادر في أمريكا الجنوبية الذي يحمل الاسم المؤسف والجلد المترهل والحجم المثير للإعجاب، فقد حصل ضفدع كيس الصفن على هذا الاسم لأنّه يحتوي على العديد من طيات الجلد المتجعد مثل جزء من تشريح الذكور، ولكن كل هذا الجلد يخدم غرضًا، فالطيات هي تكيفات تسمح للضفدع بالحصول على الأكسجين دون الحاجة إلى الصعود إلى السطح للتنفس، وضفدع كيس الصفن هو ضفدع كبير ومهدّد بالانقراض مستوطن في بحيرة تيتيكاكا في بيرو والبحيرات والأنهار الأصغر التي تغذيها، وضفدع كيس الصفن هو ضفدع مائي تمامًا ولا يحتاج إلى الخروج للهواء، حيث تساعد ثنيات جلد الضفدع الزائدة على التنفس وهي بالأساس خياشيمها، وضفادع كيس الصفن ليلية.

مظهر ضفدع كيس الصفن

حجم الضفدع النادر في بحيرة تيتيكاكا هو ثاني شيء يلاحظه الناس، ويمكن أن يكون طوله ثماني بوصات من الأنف إلى التنفيس بأرجل بطول 16 بوصة، وهذه الأرجل التي يتم تحميصها وشويها للطعام وهي سبب تعرض الحيوان للخطر، ويمكن أن يصل وزن العينة الكبيرة إلى رطلين على الرغم من أنّ معظم الضفادع أصغر من ذلك والإناث أكبر من الذكور، وإلى جانب الجلد المترهل الذي يمنحه لقب (culeus) أي باللغة اللاتينية الكيس، حيث يمتلك الضفدع أيضًا درعًا صلبًا على ظهره يسمى الدرع الظهري، والرأس ضخم ومسطح والخطم مستدير والعينان كبيرتان ومستديرتان وثابتان، ويمكن أن يكون الجلد بظلال بنية أو رمادية أو سوداء أو ظلال من اللون الأخضر أعلاه، والأجزاء السفلية شاحبة.

يمكن أيضًا أن يكون الجلد مرقطًا أو رخاميًا وفقط أصابع القدم على رجليه الخلفيتين مكشوفة، ومعدل الأيض الخاص به منخفض جدًا بالنسبة للضفدع وقد يكون منخفضًا مثل السمندل، و14.1 ميكرولتر لكل جرام / ساعة، وعندما يتم التعامل مع الضفدع فإنّه يفرز سائل حليبي، وهذا قد يجعلهم مذاق سيئ للحيوانات المفترسة المحتملة، ومثل الضفادع الأخرى فهو حيوان برمائي ولكن ثنايا جلده هي تكيفات تعمل كخياشيم، وبسبب هذه التعديلات لا يحتاج الضفدع للخروج للهواء، ومع ذلك إذا كان الأكسجين في الماء منخفضًا فإنّه يدخل أنفه في الهواء ويسمح للهواء بالتدفق إلى رئتيه، وستبقى على هذا النحو حتى يتم تجديد مستويات الأكسجين.

تواصل وإدراك ضفدع كيس الصفن

لا يعرف العلماء ما إذا كان ضفدع كيس الصفن يستطيع أن يسمع، ومكالمتها ضعيفة لدرجة أنّه لا يمكن سماعها إلّا بواسطة ميكروفون تحت الماء موضوع في مكان قريب، ومثل معظم الضفادع الأخرى من المرجح أن يدعو ضفدع كيس الصفن إلى جذب زملائه أو تحذير المنافسين.

موطن ضفدع كيس الصفن

موطن هذا الضفدع الكبير هو الماء البارد المؤكسج جيدًا لبحيرة تيتيكاكا، ويبلغ ارتفاعها 12507 قدمًا وهي أعلى بحيرة في العالم يمكن التنقل فيها بسهولة، وتم تصنيفها كموقع رامسار في عام 1998 مما يعني أنّها أرض رطبة للاستيراد الدولي، والبحيرة تغذيها 27 نهرًا وهي متصلة بعدة بحيرات أصغر، والأخبار السيئة بالنسبة إلى ضفدع كيس الصفن وغيرها من البرمائيات والزواحف و الطيور والحيوانات الأخرى التي تعيش في البحيرة وحولها هي أنّ مستويات المياه فيها تنخفض وأنّ التلوث آخذ في الازدياد، كما يتم إدخال أنواع غير أصلية إلى البحيرة.

ضفادع كيس الصفن حيوانات منعزلة وتقضي كل حياتها في مياه بحيرة تيتيكاكا أو روافدها المغذية أو البحيرات المرتبطة بها مثل بحيرة أرابا، ويحاول البقاء في مناطق من البحيرة تتراوح بين 46.5 و 63.5 درجة فهرنهايت، وإذا كان الجو أكثر برودة، مما يحلو له فإنّ الضفدع سوف يستلقي تحت أشعة الشمس، ومن المثير للاهتمام أنّه لن يخرج من الماء للتشمس بل يرتاح على صخرة مغمورة تحت أشعة الشمس، وهذا الضفدع ليلي ومعظم مهام الحياة تحدث في الليل.

حمية ضفدع كيس الصفن

نظرًا لأنّ ضفدع كيس الصفن مائي بالكامل فإنّ نظامه الغذائي يتكون من حيوانات مائية صغيرة، ويتكون معظم النظام الغذائي من حلزونات المياه العذبة ومزدوجات الأرجل ومجدافيات الأرجل والديدان المائية ويرقات الحشرات، كما أنّهم يأكلون قشريات صغيرة تسمى براغيث الماء والأسماك وفي بعض الأحيان أعضاء أصغر من نوعهم.

 ضفدع كيس الصفن والتهديدات

لا يعرف العلماء ما هي الحيوانات المفترسة الطبيعية لهذا الضفدع الكبير ولكنهم يعرفون أنّ الأنواع المدخلة من تراوت قوس قزح تأكل الضفادع الصغيرة، ويصطاد البشر الضفدع من أجل الغذاء وتجارة الحيوانات الأليفة والأدوية التقليدية، كما تأثرت أعداد الضفادع بشدة بالتلوث بما في ذلك الجريان السطحي من الزراعة والتعدين، وتعمل العناصر الغذائية من الأسمدة على تشجيع تكاثر الطحالب في الماء، مما يؤدي إلى تجريدها من الأكسجين وتسبب اختناق الضفادع، كما أدت مياه الصرف الصحي البشرية إلى تلطيخ مياه حوض بحيرة تيتيكاكا، وتخضع ضفادع كيس الصفن أيضًا لداء الفطريات الفطرية وهو مرض فطري قاتل من البرمائيات.

ضفادع كيس الصفن تؤكل من قبل الضفادع النامية أحيانًا، وتؤكل الضفادع الصغيرة أيضًا بأعداد كبيرة بواسطة تراوت قوس قزح وهو نوع غير محلي تم إدخاله إلى بحيرة تيتيكاكا، ومن المحتمل أن تكون الضفادع الناضجة مموهة في جزء ما من خلال تلوينها وحتى إذا تم القبض عليها فإنها تطلق إفرازًا حليبيًا سيئًا سيجده المفترس، ويُزعم أنّ الضفدع يقدم طعامًا شهيًا للسائحين وقد يشرب في عصير لزيادة الفحولة، ومع ذلك يعتقد بعض السكان الأصليين أنّ الضفدع غير مستساغ.

تكاثر ضفدع كيس الصفن والصغار

لا يعرف علماء الأحياء الكثير عن تكاثر ضفدع كيس الصفن بحيرة تيتيكاكا ولكنهم يعرفون أنّهم يتكاثرون جنسيًا ويتكاثرون في الصيف، وتعيش الضفادع في الجزء الأعمق من البحيرة ولكنها تأتي إلى الساحل لتتكاثر، ويتم تخصيب البويضات خارجيًا حيث يتمسك الذكر بالأنثى ويطلق البويضات والحيوانات المنوية في الماء، ويمكن أن تضع أنثى ضفدع كيس الصفن ما يصل إلى 500 بيضة، ويعتقد بعض علماء الأحياء أنّ الآباء لا يحرسون البويضات بعد إخصابها بينما يعتقد البعض الآخر أنّ الذكر يحرسها حتى تفقس وهو أسبوع أو أسبوعين.

بعد أن يفقس البيض قد يستغرق تطور الشرغوف إلى ضفدع ما يصل إلى عام، وخلال ذلك الوقت يعيش الشرغوف في المياه الضحلة على شاطئ البحيرة، ويستغرق الأمر حوالي ثلاث سنوات قبل أن يصل ضفدع كيس الصفن إلى مرحلة النضج، كما إنّهم ليسوا مستعدين لإعادة إنتاج أنفسهم حتى يبلغوا الخامسة من العمر ولكن يمكنهم العيش لمدة تصل إلى 15 عامًا.

أدى التلوث والبحث عن الطعام والجلد وتجارة الحيوانات الأليفة والأنواع الغازية إلى القضاء على تعداد ضفدع بحيرة تيتيكاكا، وقد يكون هناك ما لا يقل عن 45 من الضفادع في البرية وهي الآن مهددة بالانقراض وربما بشكل خطير، والنبأ السار هو أنّ جهود الحفظ تبذل لدعم الضفدع ويتم عرضها الآن في حدائق الحيوان مثل حديقة حيوان تشيستر في إنجلترا.

المصدر: فادية كنهوش (2007)، أطلس الحيوانات (الطبعة الأولى)، حلب: دار ربيع.أميرة عبداللطيف (1-3-2014)، "الأهمية الاقتصادية للحيوانات البرية ومنتجاتها في أفريقيا حالة خاصة السودان"، جامعة السودان، اطّلع عليه بتاريخ 18-10-2016.ديانا أبي عبود عيسى (2003)، حياة الحيوانات (الطبعة الأولى)، بيروت: دار المجاني.هيئة من المؤلِّفين (1999)، الموسوعة العربية العالمية (الطبعة الثانية)، الرياض، المملكة العربية السعودية: مؤسسة أعمال الموسوعة للنشر والتوزيع.


شارك المقالة: