لعلّ معظم أنواع الحيوانات التي نعرفها تعيش إمّا داخل الماء او بالقرب من التجمعات المائية، ولعلّ السبب في ذلك هو حاجة جميع الكائنات الحية على الماء من أجل التعايش بصورة طبيعية، وهذا الأمر من شأنه أن يساعدها على الاستمرار في دورة الحياة، ولكن أثبت علماء سلوك الحيوان ان هناك بعض أنواع الحيوانات لا تشرب الماء أبداً، وكان هذا الأمر صادماً وغير مقنعاً للكثيرين، ومن الأمثلة على الحيوانات التي لا تشرب الماء أبداً الضفادع، فما مدى صحة هذا الأمر؟
هل تشرب الضفادع الماء عن طريق أفواهها
لقد اعتدنا ان نرى الحيوانات تقوم بشرب الماء عن طريق أفواهها أو عن طريق لعق الماء مستخدمةً ألسنتها، وهذا امر طبيعي وغريزي موجود في طبيعة الحيوانات، ولكن عندما نتحدّث عن حيوان يعيش أصلاً ويمضي معظم أوقاته في الماء ولا يشرب الماء فهذا أمر مستغرب ويحتاج إلى الكثير من التفسيرات، فالضفادع لا تشرب الماء مستخدمة أفواهها ولا ألسنتها.
الضفادع حالها كحال أي حيوان آخر تحتاج إلى الماء لتكتمل دورة الحياة لديها بصورة أفضل، فهي إن لم تقم بشرب الماء عن طريق أفواهها لعلّها تقوم بشربه من مكان آخر عبر أجسادها، ولعلّ هذا الأمر صحيح فهي قادرة على شرب المياه مستخدمة جلودها التي تساعدها على امتصاص الماء العذب من المياه التي تتعايش فيها بصورة عامة، فهي تعتمد على جلودها الرطبة في هذا الأمر.
تستخدم الضفادع رقعة صغيرة موجودة في أجسادها تساعدها في امتصاص الماء والحصول عليه بصورة مباشرة غير مألوفة، وهذا الأمر قد حيّر علماء سلوك الحيوان كثيراً إلا أنه كان من الأمور التي تبينت لاحقاً انها من خصائص الحيوانات وخاصة البرمائية منها.
حيث تحصل الضفادع على الماء اللازم من خلال تلك الرقعة بصورة مثالية تجعل من كمية المياه المتواجدة في الجلد الرطب أمر في غاية الأهمية، ولعلّ هذا الأمر يطلعنا على ضرورة المياه التي لا يمكن لأي كائن حي ان يتعايش دون ان يحصل عليها، لهذا يعتبر الضفدع من الحيوانات التي لا تشرب المياه بواسطة أفواهها ولكنها تستخدم جلودها لتحصل على احتياجاتها من الماء.
