ما تأثير غذاء الطيور على سلوكها

اقرأ في هذا المقال


لعلّ الطيور من الحيوانات التي تُشكّل جانباً كبيراً في عالم الحيوان، بل أنّ الطيور بأنواعها وأشكالها وأحجامها العديدة جعلت منها حيوانات مَحطّ اهتمام العديد من علماء سلوك الحيوان، فقد كان للطيور العديد من السلوكيات التي امتازت بها دون جميع الحيوانات الأخرى، فهي تبيض وتطير وتركض وتأكل البذور وتفترس الحيوانات وتمتلك من الحواس ما لا يتمتع به أي حيوان آخر، ولكن ما تأثير غذاء الطيور على سلوكها؟

سلوك الطيور في الحصول على الغذاء

تعتبر معظم الطيور من الحيوانات النهارية التي ترغب في الحصول على طعامها أثناء وقت النهار قبيل طلوع الشمس حتى المغيب، وبعد ذلك تفضّل الرقود في أماكن سكنها حتى صباح اليوم التالي، ويشذّ على هذه القاعدة بعض أنواع الطيور لعلّ أشهرها هو طائر البومة الليلي الذي ينشط في الظلام ويعتبر أكثر خطورة في تلك الأثناء، وهو يمتلك من الإمكانيات ما يجعل منه طائراً في غاية الروعة.

تقوم الطيور عادة بالبحث عن طعامها وفقاً لطبيعة المكان الذي تتواجد فيه، ليس هذا فقط بل أنّ طبيعتها والغرائز التي وجدت عليها تساعدها في عملية الحصول على الطعام، فالصقور مثلاً بمختلف أنواعها الكبيرة منها والصغيرة تفضّل الحصول على طعامها من خلال عملية الصيد، والنسور تحصل على طعامها من خلال أكل اللحوم أيضاً، ولكن تحصل معظم الطيور على طعامها من خلال أكل الحبوب والبذور والفواكه والحشرات.

ما تأثير الغذاء على سلوك الطيور

يعتقد البعض أن طبيعة الغذاء الذي يحصل عليه الحيوان لا يؤثر على سلوكه وهذا أمر غير صحيح، فالحيوانات المفترسة عادة ما تكون سلوكياتها قريبة إلى القوّة والافتراس والمواجهة، في محاولة الحصول على الطرائد من أجل الحياة، وهذا من شأنه أن يتوافق وطبيعة النسور والصقور على وجه الخصوص كون سلوكها في الصيد يتوافق وسلوك الحيوانات المفترسة الأخرى مثل النمور والضباع والذئاب، لذا فالطيور المفترسة عادة ما تمتاز بسلوكيات مختلفة عن تلك التي تمتاز بها الطيور النباتية مثل العصافير الصغيرة وطائر الببغاء وخاصة في عملية حماية العش.

وتميل الطيور الأخرى التي تتغذى على البذور وتعتمد في بعض طعامها على أكل الحشرات على سلوكيات مختلفة عن تلك التي تمتاز بها الطيور المفترسة، فهي عادة ما تفضّل العزلة وعدم المجازفة في مواجهة أي حيوان آخر مهما كبر حجمه أو صغر، ولعلّ النعامة من الحيوانات القوية التي تشذّ قليلاً عن هذه القاعدة كونها من أكبر الطيور حجماً وأكثرها قوّة وقدرة على المواجهة.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008.


شارك المقالة: