هناك الكثير من المعلومات الغريبة التي يمكن لنا ان نسمعها عن عالم الحيوان، ولكن مهما سمعنا عن معلومات خارجة عن المألوف إلا أنّ عاطفة الأمومة تبقى العاطفة الأكثر تلاؤماً مع طبيعة كلّ حيوان، ولعلّ أكثر هذه المعلومات غرابة هو قيام أحد الحيوانات المفترسة بأكل صغارها بصورة مرعبة، فما مدى صحّة قيام التماسيح بأكل صغارها؟
ما مدى صحة قيام أنثى التمساح بأكل صغارها
تعتبر التماسيح من الزواحف البرمائية الضخمة التي تتعايش بالقرب من التجمعات المائية، وهي حيوانات تتكاثر بالبيوض وتعتبر من أكثر الحيوانات المفترسة ضراوة وقدرة على قتل أكبر الحيوانات وأكثرها قوّة، ولكن على الرغم من كلّ هذه الشراسة إلا أنّ التماسيح تعتبر من الحيوانات التي تمارس الأمومة والأبوّة بأفضل حالتها.
تقوم التماسيح بوضع بيوضها في عشّ تقوم ببنائه على طرف تجمع مائي على شكل هضبة صغيرة، وعادة ما تقوم الأنثى بحراسة ذلك البيض وحضانته بصورة ملفتة لفترة تصل لغاية شهرين كاملين في محاولة عدم اقتراب أي حيوان مفترس آخر من البيوض، وبعد أن تفقس البيوض تبقى التماسيح بالقرب من صغارها لمدّة تزيد على العام الكامل.
بعد أن يصبح صغار التماسيح قادرين على الحركة ويحاولون الخروج من العش، تسمح لهم أنثى التمساح بالخروج من العش ولكن لا تدعهم يسبحون داخل المياه لوحدهم خوفاً من غرقهم لعدم اعتيادهم الماء بعد، أو خوفاً عليهم من الحيوانات المفترسة الأخرى داخل الماء، الأمر الذي من شأنه أن تقوم أنثى التمساح بالسماح لصغارها بالدخول بين فكّي الفم والانتقال من مكان لآخر داخل المياه بصورة مميزة.
لمن يشاهد هذا الأمر يعتقد بأن التماسيح قد التقطت صغارها وذهبت بهم بعيداً داخل المياه من أجل التهامهم بصورة مرعبة، لكن في حقيقة الأمر هي تحاول أن تمنحهم الفرصة للخوض في المياه للمرة الأولى ولتدريبهم على كيفية السباحة والقدرة على التكيّف داخل المياه، وبالتالي فإنّ صغار التماسيح تنتقل من مكان لآخر مستخدمة أكثر الأماكن أماناً وهي أفواه الأمهات؛ خوفاً من الغرق أو التعرّض لهجوم الحيوانات الأخرى، ويعتبر هذا الأمر من الأمور التي تمّ فهمها بصورة خاطئة من قبل الآخرين.
