في عالم الحيوان هناك العديد من المعلومات المثيرة للعجب والتي لا تزال مدار بخث وتحرٍّ لغاية يومنا هذا، حيث أفنى العديد من علماء سلوك الحيوان أياماً وشهوراً طويلة في سبيل الكشف عن سلوك حيوان ما وإزالة الغموض عن طبيعته، وتعتبر الضفادع واحدة من أكثر الحيوانات غرابة في عالم الحيوان لكونها من الحيوانات التي لا تشبه في شكلها وطريقة تعايشها أي حيوان آخر، ولكونها من الحيوانات التي أثير الكثير من الجدل حول الطريقة والكيفية التي تنام بها.
هل ينام الضفدع
أجمع علماء سلوك الحيوان على أنّ الضفدع من الحيوانات البرمائية التي يمكنها التعايش في جميع قارات العالم باستثناء المناطق الباردة جداً التي لا يمكن لها أن تحتمل درجات حرارتها المنخفضة للغاية، ومن المسلّمات أيضاً بأنّ الضفادع من الحيوانات التي يمكن لها أن تأخذ قيلولة فقط من خلال إغماض عينيها مع بقاء كافة الحواس لديها تعمل بصورة طبيعية، وهي تستجيب للمؤثرات الخارجية بصورة جيدة.
هذا الأمر من شأنه أن الضفادع لا تحبّذ النوم وتبقي في حالة استيقاظ تام لأسابيع عديدة ما دامت الظروف البيئية الماحة تتناسب وطبيعتها في التعايش، ولكن إن حصل تغيّر كبير في حالة الطقس وانخفاض معدل المياه الموجودة هناك بما يسمّى بالجفاف يصبح الأمر مختلفاً وتظهر الحاجة إلى إيجاد طريقة للهرب من الموت الحتمي الذي يسببه نقص المياه وتغيّر المناخ.
إنّ الضفادع في حال عدم توفّر الظروف الجوية المناسبة للتعايش لا تقوم بالهجرة حالها كحال الأسماك أو الطيور أو الحيوانات البرية بحثاً عن أجواء أفضل، ولكنها عادة ما تلجأ إلى السبات وخاصة في فترة الجفاف، حيث تلجأ الضفادع في تلك الحالة إلى السبات خوفاً من الموت أو الافتراس من قبل الحيوانات الأخرى الأكثر قوّة، فتقوم الضفادع بحفر جحر داخل التربة وتقوم بلفّ أجسادها بطبقة من الجلد على شكل شرنقة.
إنّ الطريقة التي تقوم الضفادع بالدخول فيها داخل جحورها من أجل السبات تضمن لها أن تعيش لفترة من الوقت لحين توفر المياه اللازمة للحياة، وفي تلك الأثناء تبقى منطقة الأنف خارج الشرنقة لضمان العيش بصورة طبيعية، فالضفادع تغيّر من استراتيجيتها تجاه النوم وفقاً للنظام البيئي الموجود.
بعض الحقائق المثيرة للاهتمام حول نوم الضفادع
- يمكن للضفادع أن تنام في وضعيات مختلفة، مثل الجلوس أو الاستلقاء أو حتى التعلق على الأشجار.
- يمكن لبعض الضفادع أن تنام لفترات طويلة من الزمن، مثل الشتاء بأكمله.
- يمكن للضفادع أن تنام أثناء النهار أو الليل.
- يمكن أن تؤثر العوامل البيئية، مثل درجة حرارة الماء ووجود الحيوانات المفترسة، على طريقة نوم الضفادع.
في الختام، نعم الضفادع تنام على الرغم من أن طريقة نومها مختلفة عن طريقة نوم البشر، إلا أن النوم ضروري لصحتها ورفاهيتها.
