لطالما كان الجمل من الحيوانات الثدية كبيرة الحجم التي امتازت بعدة سلوكيات جعلت منها حيوانات فريدة، فهي حيوانات تمتلك القدرة على تحمّل مشاق السفر، وقطع مئات الكيلو مترات داخل الصحراء القاحلة دون الحاجة إلى طعام وشراب لأيام، وهي حيوانات ذات شكل يختلف عن باقي الحيوانات العاشبة حول العالم، ويمكن لها أن تأكل التراب والأشواك دون أن يلحقها أذى.
هل يمكن للجمل السباحة داخل المياه
الإبل حيوانات قادرة على الركض لمسافات طويلة وبسرعات مذهلة، ولكن هل يمكن للجمل أن يسبح داخل المياه؟
تمتلك معظم الحيوانات وخاصة الثدية منها القدرة الغريزية على السباحة، فهي لا تتعلّم السباحة أو تطوّر تلك المهارة مع مرور الوقت، ولكنها قادرة على السباحة داخل المياه بصورة بديهية دون الحاجة إلى الاكتساب، فالحصان والماعزوالأرنب والذئب والدببة الضخمة جميعها قادرة على السباحة ولكن بمهارات وقدرات تختلف عن بعضها البعض، ويعتبر الجمل واحداً من أضخم الحيوانات البرية وأكثرها قدرة على تحمّل مشاق السفر على الرغم من جسده الضخم.
يمتلك الجمل قوائم طويلة تساعده على التنقّل داخل الأراض الصحراوية الجافة بسهولة كبيرة، فالجمل من الحيوانات التي يمكنها أن تدخل المياه مهما كان عمقها، فهي من الحيوانات القادرة على السباحة بمهارة كبيرة، فعلى الرغم من طول قوائمها إلى أنّها من الحيوانات القادرة على الدخول في المياه العميقة والتنقّل خلالها، ورصد علماء سلوك الحيوان قيام الجمل العربي كبير الحجم وهو يقوم بالسباحة داخل التجمعات المائية في المناطق الصحراوية بعد الفيضانات أو في المستنقعات.
على الرغم من أنّ التجمعات المائية والبِرك أمر نادر الحدوث في المناطق الصحراوية التي يألف التعايش فيها الجمل، إلا أنها وعلى الرغم من ذلك تمتلك القدرة على الدخول في المياه والحصول على البرودة اللازمة، وإذا اضطرت للدخول في المياه العميقة فهي قادرة على النجاة وبسهولة كبيرة لما تمتلكه من مهارات كبيرة في العوم والتحرّك داخل المياه بسهولة كبيرة.
هذا الأمر من شأنه أن ينهي التكهنات التي تتحدث عن عدم قدرة الإبل في التعامل مع المياه العميقة وأنه لا يمكنها السباحة إطلاقاً، فالجمال يمكن لها السباحة وببراعة كبيرة إن توفرت المياه، كما ويمكن للجمل أن يشرب المياه المالحة لما يمتلك من قدرة على تصفية المياه والتخلّص من الأملاح الزائدة بصورة قد لا نجدها لدى أي حيوان آخر من الحيوانات البرية.
