هل يمكن للغراب تقليد الأصوات

اقرأ في هذا المقال


في عالم الحيوان هناك العديد من الحيوانات الذكية التي استطاع الإنسان أن يقرأ سلوكها ويكشف عن مدى ذكائها وقدرتها الكبيرة على التعلم، ولعلّ قرد الشمبانزي من أكثر الحيوانات الثدية ذكاء والدلفين من أكثر الحيوانات البحرية ذكاء والغراب من أكثر الطيور ذكاء، وهذه المسميات بالدلالة على الذكاء لها العديد من المؤشرات التي من شأنها منح الأولوية لعدد من الحيوانات في سلوكياتها الذكية على حساب غيرها، فما هو سبب اعتبار الغراب من الحيوانات الأكثر ذكاء، وما مدى قدرة الغراب على تقليد الأصوات؟

ما مدى قدرة الغراب على تقليد الأصوات

يعتبر الغراب واحداً من أكثر الحيوانات ذكاء، فهو طائر كبير الحجم قادر على التعايش في مختلف قارات العالم باستثناء القارة المتجمدة الجنوبية، وهو قادر على حماية نفسه من الحيوانات المفترسة حيث يعتبر الطائر الأقل تعرّضاً للافتراس، وهو سريع وذكي وقادر على الطيران بسرعات كبيرة ولا يمكن توقّع تصرفاته، لذا فالغراب بأنواعه وأشكاله وأحجامه المختلفة حول العالم يعتبر من الحيوانات الذكية القادرة على التعايش والتكيف السلوكي وفقاً للبيئة التي تتواجد فيها.

ويعتبر البعض أن صوت نعيق الغراب هو من المؤشرات الدالة على السلبية، إلا أنّ هذا الأصوات لا علاقة لها بالسلوكيات الأخرى، ويعتبر طائر الغداف وهو أحد أكبر أنواع طائر الغراب من الطيور الذكية التي يمكن لها أن تقلّد الأصوات، ليس هذا فقط بل أنها قادرة على النطق أيضاً ببعض الكلمات الملفوظة من قبل البشر، وبالطبع هذا سلوك يتمّ تعليمه لهذا النوع من الطيور بحيث تقوم على اكتسابه مع مرور الوقت، وليس فقط الكلمات الملفوظة بل إنّ الغربان من هذا النوع قادرة على تقليد العديد من الأصوات الأخرى.

لماذا يقوم الغراب بتقليد الأصوات الأخرى

على اعتبار بأنّ الغراب من الحيوانات الذكية فهو قادر على جذب الانتباه بالصورة التي يراها مناسبة، حيث يمكن له تقليد صوت عواء الكلاب، ويمكن له تقليد صوت الطيور الأخرى ويمكن له تقليد صوت البشر لينال إعجابهم.

وفي جميع الأحوال تقوم الغربان بتقليد الأصوات للحصول على بعض الامتيازات أو لتخويف حيوانات وجذب أخرى من أجل صيدها في محاولة تقليد أصواتها، كما وتقوم بالاستدلال على أماكن الغذاء بجذب حيوانات إلى أماكن لا يمكن لها كشفها، لذا تعتبر الغربان من الطيور القادرة على تقليد الأصوات بصورة احترافية لا يمكن كشفها، مما يجعل من سلوكها متغيّر وفقاً للظروف البيئية التي تعيشها.

المصدر: سلوك الحيوان، للكاتب جون بول سكوت،1970.سلوك الحيوان، للكاتب أحمد حماد الحسيني، 1913.علم سلوك الحيوان، الأستاذ الدكتور جمعان سعيد عجارم، 1982.اساسيات عامه في سلوك الحيوان، د محمد فؤاد الشرابي، د مني محمد الدوسر،2008.


شارك المقالة: