النخاع الشوكي عبارة عن عمود من الأعصاب مغلف في منتصف العمود الفقري حيث يشكل النخاع الشوكي والدماغ الجهاز العصبي المركزي، ويحمل الحبل الشوكي إشارات بين الدماغ والجسم تسمح للشخص بالحركة والشعور بدرجات الحرارة الساخنة والباردة والاهتزازات والألم، كما أنه ينظم عمليات مثل ضغط الدم والهضم ومعدل ضربات القلب.
أورام الحبل الشوكي وهي أورام تبدأ في الحبل الشوكي وحوله وتعتبر نادرة نسبيًا، ينمو معظمهم ببطء ومن غير المرجح أن ينتشر أو ينتقل إلى أجزاء أخرى من الجسم ولكن حتى أورام الحبل الشوكي الحميدة أو غير السرطانية يمكن أن تتداخل مع وظيفة العصب، خاصة إذا كانت تضغط أو تغزو الأنسجة العصبية داخل النخاع الشوكي أو الجذور العصبية المتفرعة عنه.
الاختبارات التشخيصية لأورام الحبل الشوكي
في جامعة نيويورك لانجون يقوم الأطباء بتقييم الأعراض الخاصة بالمريض ويتم الحصول على تاريخ طبي شامل وإجراء مجموعة متنوعة من الاختبارات التشخيصية لتحديد أورام الحبل الشوكي.
أولاً: الامتحان أو الاختبار العصبي
أثناء الفحص العصبي يطلب منك الطبيب وصف الأعراض مثل الألم والخدر والوخز والضعف ومتى بدأت، قد يفحص الطبيب أيضًا ردود أفعالك وقوة العضلات والرؤية والتنسيق والتوازن، بالإضافة إلى ذلك قد يدخل الطبيب إصبعًا مرتديًا القفاز في فتحة الشرج لفحص توتر عضلة المستقيم والتي يمكن أن تضعف بسبب الورم الذي يؤثر على العضلات والتنسيق.
ثانياً: التصوير بالرنين المغناطيسي
يعد فحص التصوير بالرنين المغناطيسي الطريقة الأكثر موثوقية لفحص أورام الحبل الشوكي على الرغم من الحاجة إلى اختبارات إضافية لتأكيد نوع الورم، يفيد التصوير بالرنين المغناطيسي أيضًا في تحديد انضغاط الحبل الشوكي والذي يحدث عندما يضغط الورم على الأعصاب داخل الحبل الشوكي.
يستخدم اختبار التصوير هذا مجالًا مغناطيسيًا وموجات راديو وجهاز كمبيوتر لإنتاج صور مفصلة ثلاثية الأبعاد للحبل الشوكي والأنسجة الرخوة الأخرى في العمود الفقري وحوله بما في ذلك جذور الأعصاب والنمو، قبل بدء الإجراء قد يعطيك طبيبك عامل تباين من خلال حقنة في الوريد لتحسين هذه الصور.
ثالثاً: المسح الطيفي بالرنين المغناطيسي
يشبه فحص التحليل الطيفي بالرنين المغناطيسي (MRS) فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، إلا أنه يقيس التغيرات الكيميائية في الحبل الشوكي التي قد تشير إلى وجود ورم، حيث يخلق مسح (MRS) صورة مفصلة يمكن أن تساعد الطبيب في تحديد نوع الورم بناءً على مكوناته الكيميائية.
رابعاً: مسح التروية بالرنين المغناطيسي
في بعض الأحيان قد يستخدم الطبيب اختبارًا يعرف باسم نضح بالرنين المغناطيسي، أو مسح بالرنين المغناطيسي لتحديد ما إذا كان الورم ينمو ببطء أو بسرعة، في هذا الإجراء يحقن الطبيب صبغة تباين في الوريد ثم يقوم بإجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي، على عكس فحص التصوير بالرنين المغناطيسي التقليدي الذي يبحث عن وجود ورم ويمكن لفحص التروية بالرنين المغناطيسي اكتشاف كمية الدم التي دخلت العمود الفقري والورم، يشير هذا إلى كيفية نمو الورم مما قد يساعد في تحديد أفضل مكان لإجراء الخزعة.
خامساً: تصوير النخاع
تصوير النخاع هو تقنية تصوير تستخدم للبحث عن انضغاط الحبل الشوكي أو الالتهاب عندما يتعذر إجراء فحص التصوير بالرنين المغناطيسي على سبيل المثال، إذا كان لديك جهاز تنظيم ضربات القلب أو إذا كان لديك مؤخرًا نضح بالرنين المغناطيسي باستخدام مادة تباين معدنية.
في تصوير النخاع يقوم أخصائي الأشعة أولاً بحقن مخدر موضعي في الظهر قبل حقن صبغة تباين في تجويف السائل النخاعي لتحسين الصورة، ثم يقوم أخصائي الأشعة بعد ذلك بأخذ أشعة مقطعية والتي تستخدم الأشعة السينية لعمل صورة مفصلة للهياكل العظمية في المنطقة التي يوجد بها الورم، تكشف الصورة الخطوط العريضة للورم ويمكن أن تساعد في التخطيط للعلاجات مثل الجراحة أو العلاج الإشعاعي.
سادساً: تصوير الأوعية الدموية في العمود الفقري
يمكن للأطباء إجراء تصوير الأوعية الشوكية لفحص الأوعية الدموية المؤدية إلى ورم الحبل الشوكي ومنها مثل ورم أرومي وعائي، تساعد المعلومات المتعلقة بحجم وعدد الأوعية الدموية المصابة في منع فقدان الدم المفرط أثناء الجراحة.
خلال هذا الاختبار الذي يتم إجراؤه باستخدام التخدير يدخل الطبيب أنبوبًا رفيعًا ومرنًا يسمى القسطرة في شريان بالساق، ثم يتم توصيل صبغة التباين من خلال القسطرة ويقوم الفني بالتقاط صور لتدفق الدم باستخدام منظار ثلاثي الأبعاد يشبه الأشعة السينية.
بعد تحديد التشخيص باستخدام نتائج هذه الاختبارات يعمل الأطباء على التخلص من أكبر قدر ممكن من الورم وتقديم علاجات لتخفيف الأعراض مثل الألم والضعف والتنميل وضعف التحكم في المثانة أو الأمعاء.
