تقع مدينة بور سكري على بعد 38 كم من جنوب مدينة آجرا، أسسها السلطان جلال الدين أكبر بين سنتي 984-979 هجري، حيث دام العمل فيها لمدة خمسة سنوات، وقد أقام فيها السلطان أكبر العديد من القصور الفخمة ومسجداً جامعاً ومدرسة وحماماً، إلا أن المدينة هجرت بعد أربعة عشر عاماً على بداية تأسيسها أي عام 994 هجري ولم تسكن حتى اليوم، وربما كان هذا السبب ببقاء أبنيتها بحالة جيدة.
وصف المسجد الجامع في مدينة بور سكري
إن المسجد الجامع فيشغل أعلى نقطة في التل الذي أقيمت عليه المدينة، حيث يقع في الزاوية الجنوبية الغربية منها، ويعد واحداً من أكبر المساجد الإسلامية في الهند، يأخذ المسجد شكلاً مستطيلاً أبعاده 133.60 متر من الشمال إلى الجنوب و165.20 من الشرق إلى الغرب، والملاحظ على عمارة هذا المسجد مدى التركيز الكبير والجهد المبذول في عمارته، والذي استغرق ما يقاب الخمسة سنوات حتى تم اكماله.
شيد المسجد من الحجر الرملي الأحمر المزين بالرخام الأبيض في مناطق متفرقه منه، وقد اعتمد تخطيطه العربي التقليدي في بناء المساجد مع الاختلافات، والتي تكمن في تصميم بيت الصلاة، حيث يتكون من فناء وسطي مستطيل الشكل تحيط به الأروقة من جهاته الأربعة أكبرها رواق القبلة (بيت الصلاة) والواقع في الجهة الغربية منه فضلاً عن احتوائه على مدخلين كبيرين، حيث يتوسط الأول الجانب الشرقي من المسجد والمسمى بباد شاهي دروازة (أي البوابة الملكية)، أما الثاني فيتوسط الجانب الجنوبي ويسمى ببولاند دروازة (أي الباب العالي).
بيت الصلاة في المسجد الجامع في مدينة بورسكري
يقع بيت الصلاة كما بينا في الجهة الجنوبية من المسجد ولا يشغل الجدار الغربي بالكامل بل يشغل نحو ثلثي ذلك الجدار، حيث يبلغ طوله 87.80 متر وبعمق 19.80 متر يتألف من مركز وسطي وجناحان، أما المركز الوسطي أو البلاطة الوسطى فتأخذ شكل مربع طول ضلعه 12.2 متر، فتح في كل ضلع من أضلاعه الشرقي والشمالي والجنوبي ثلاثة فتحات معقودة بعقود مدببة تستند على دعائم ضخمة، يمتاز العقد الأوسط بانه أوسع وأكثر ارتفاعاً من العقود الجانبية، حيث تبلغ سعته 2.5 متر وبارتفاع 3.65 متر، فيما بلغت سعة العقود الجانبية 80 سم وبارتفاع 2.90 متر.
