تخطيط جامع سليمان باشا:
يتكون تخطيط هذا الجامع من قسمين أساسيين هما الجزء المغطى والحرم، وبالنسبة لتخطيط الجزء المغطى فهو عبارة عن درقاعة مربعة تحيط بها من ثلاث جهات عدا الجهة الشمالية الغربية ثلاثة إيوانات أعمقها إيوان القبلة، ويشرف كل إيوان على الدرقاعة بعقد مدبب.
وحتى تكتمل هيئة منطقة انتقال القبة التي تغطي الدرقاعة فقد أوجد المعمار في الجهة الشمالية الغربية دخلة غير عميقة تشرف على الدرقاعة بعقد مدبب أيضاً، وتحصر هذه العقود الأربعة فيما بينها -أي في كوشاتها- منطقة انتقال القبة، وهي عبارة عن أربعة مثلثات كروية، أما الإيوانات الثلاثة فيغطي كل إيوان نصف قبة مقامة على مثلثين كرويين.
أما الحرم فهو يتقدم الجزء المغطى من الجهة الشمالية الغربية، ويتكون تخطيطه من صحن أوسط مكشوف تحيط به أربعة أروقة مغطاة بقباب ضحلة مقامه على مثلثات كروية، ويشرف كل رواق منها على الصحن من خلال بائكة من عقدين في كل من رواق الضلعين الجنوبي الشرقي والشمالي الغربي، ومن ثلاثة عقود في كل من رواق الضلعين الآخرين وهما الجنوبي الغربي والشمالي الشرقي.
خصائص تخطيط جامع سليمان باشا:
إن هذا التخطيط يعد أنموذجاً فريداً في العمارة العثمانية بصفة عامة وفي مصر بصفة خاصة، حيث أنه يجمع بين نمطين من أنماط تخطيط الجامع في العصر العثماني، فالجزء المغطى يذكرنا بالتخطيط المعروف بطراز بورصة الثالث أو التخطيط على هيئة حرف (T)، ولكن مع تطوير له يتمثل في إحلال الحرم محل السقيفة التي تتقدم هذا التخطيط في العمارة العثمانية، ومن المعروف أن الحرم يمثل الجزء المكشوف في التخطيط الكلاسيكي أو التقليدي المميز للعمارة العثمانية.
ويكفي لبيان أهمية هذا التخطيط القول بأنه لا يوجد في العمارة العثمانية في تركيا حتى الآن أنموذج واحد يجمع بين التخطيط على هيئة حرف (T) وبين الحرم، فكل النماذج الباقية المعروفة التي صممت، وفق هذا التخطيط تتقدمها سقيفة مغطاة بالقباب أو الأقبية أو الأثنين معاً.
ومن المعروف أن هذا النوع من التخطيط قد اشتق أساساً من تخطيط المدارس السلجوقية ذات القباب، ويمكن رؤية هذا التخطيط في قباب المباني المرتبة على هيئة حرف (T) المقلوب بمدرستي قرة طاي وانجه منار في قونيه، وفي الإيوانات ذات الأقبية المحيطة بقبة مدرسة جاجابك في قير شهر وهي على هيئة حرف (T) مقلوباً.
