تلعب نواصي منطقة الانتقال من الخارج دوراً كبيراً في تحويل القاعدة المربعة إلى شكل ثماني الأضلاع أو ذي عشرة أضلاع أو ذي اثني عشر ضلعاً، حيث تقوم فوقها الرقبة أو القبة مباشرة، ويتم ذلك عن طريق شطف النواصي على هيئة تدرجات أو درجات مختلفة أو على هيئة مثلثات مقلوبة (قمتها لأسفل وقاعدتها لأعلى) أو على هيئة أشكال هرمية ناتئة (بارزة) أو الاثنين معاً أو على هيئة حليات معمارية منها المقعر ومنها المحدب.
نماذج نواصي منطقة الانتقال في القباب:
- النموذج الأول: يعد من أبسط أنواع هذه النواصي، فهو ينتمي إلى النواصي المدرجة، وأمثلة هذا النوع في العصر العثماني قليلة، ومنها نواصي منطقة انتقال قبة جاهين الخلوتي 945 هجري، ومن المعروف أن هذا النموذج من النواصي قد ظل ملازما للقباب في العمارة المصرية الإسلامية منذ العصر الفاطمي وحتى أواخر العصر المملوكي.
- النموذج الثاني: وهو عبارة عن أربعة مثلثات مقلوبة (قمتها لأسفل وقاعدتها لأعلى) بواقع مثلث بكل ركن من الأركان، ومن أمثلته نواصي منطقة انتقال كل من قبة الشعراني وقبة العريان بمدينة القاهرة، وقد قامت هذه المثلثات بتحويل القاعدة المربعة إلى شكل مثمن استقرت عليه الرقبة والقبة، وأمثلة هذا النموذج من النواصي قليلة أيضاً في العصر المملوكي ومنها نواصي قبة أبو العلا ببولاق، وإن كانت قامت هنا بتحويل القاعدة المربعة إلى منطقة ذات اثني عشر ضلعاً.
- النموذج الثالث: وهو عبارة عن مثلثين مقلوبين في كل من الأركان الأربعة يحصران بينهما شكلاً هرمياً، ويكاد يكون هذا النموذج الشكل الأكثر شيوعاً في العصر العثماني، ومن أمثلته نواصي مناطق انتقال كل من قبة الكلشني وقبة الامير سليمان والقبة المعروفة بقبة إبراهيم خليفة جنديان، وتمتاز هذه النماذج بدقة التكوين المعماري وإتقان النسب المعمارية، حتى أنها تكاد تكون صورة منقولة عن مثليتها المملوكية.
- النموذج الرابع: وهو يشبه النوع السابق إلا أنه أكثر تطوراً منه، ويتكون هذا النوع من ثلاثة مثلثات مقلوبة تحصر فيما بينها شكلي هرمين ناتئين (بارزين) مع وجود امتدادان لهما، ويحصران أخدودا قليل الغور، ونشاهد هذا النموذج في نواصي منطقة انتقال كل من قبة محمود باشا (بميدان صلاح الدين)، وقد ظهر هذا النوع قبل ذلك في نواصي منطقة انتقال كل قبة من قاني الرماح أمير أخور وقبة الغوري.
