“Khajuraho Group of Monuments” تقع هذه المعابد في مدينة خاجوراهو القديمة، والتي تشتهر بهندستها المعمارية على طراز ناجارا، كما تشتهر بحرفها اليدوية التي تتكون من عروضٍ رائعة ومهاراتٍ معمارية استثنائية.
تاريخ بناء معابد خاجوراهو
تم بناء معابد خاجوراهو بين عامي 950 و 1050 بعد الميلاد من قبل أسرة تشانديلا، وهي تمثل أشكالاً مختلفة؛ مثل التأمل والتعاليم الروحية والعلاقات من خلال تحفيز الفن، ويُعتقد أن موقع المعبد الذي يغطي مساحة 20 كيلو متراً مربعاً، كان يضم حوالي 85 معبداً خلال القرن الثاني عشر، ومع ذلك نجح 25 معبداً فقط من بين هذه المعابد في تحدي اختبار الزمن والبقاء على قيد الحياة حتى الآن، حيث تنتشر هذه المعابد على مساحة 6 كيلو متراً مربعاً.
تتميز مجموعة معابد خاجوراهو بأنها مرتبطة بديانتين؛ اليانيية والهندوسية، حيث يعد معبد “Kandariya Mahadeva” أكبر وأشهر المعابد الباقية فيها، وهو مزين بمنحوتاتٍ لا حصر لها تعرض تفاصيل معقدة تعكس ثراء العمارة الهندية القديمة، وحتى نهاية القرن الثاني عشر، كانت هذه المعابد أماكن عبادة نشطة، لكن من القرن الثالث عشر إلى القرن الثامن عشر، عانت هذه المعابد من دمارٍ هائل، حيث أصبحت المنطقة تحت سيطرة سلالاتٍ إسلامية مختلفة، وكانت هدفاً لحملة سيكندر لودي في القرن الخامس عشر لتدمير المعابد الهندوسية، وبعد فترةٍ طويلة من الدمار والإهمال، أعاد بيرت، وهو مساح بريطاني في ثلاثينيات القرن التاسع عشر، ترميم المعابد، ومنذ ذلك الحين، اكتسبت المعابد شعبية بين المسافرين من جميع أنحاء العالم.
المعالم الأثرية في معابد خاجوراهو
تعد المنحوتات المثيرة في هذه المعابد من بين أرقى التماثيل في العالم التي تصور العاطفة بطريقةٍ ساحرة، حيث تم تصنيفها كإحدى مواقع التراث العالمي لليونسكو عام 1982م، حيث تتميز هذه المعابد بمنحوتات تصور القيم الرمزية والحياة اليومية في الثقافة الهندية القديمة، حيث اشتهرت بالتماثيل المثيرة التي تزين جدران المعبد، وبنيت هذه المعابد على أسس من الجرانيت، وهي مصنوعة من الحجر الرملي، ومثل معظم المعابد الهندوسية.
تتبع الأضرحة في خاجوراهو خطة تصميم “فاستو-بوروشا-ماندالا”، كما تتميز المعابد بأن المنحوتات فيها مرتبةً بترتيبات متكررة متماثلة، على الرغم من أن كل صورة فريدة من نوعها، كما تزين المنحوتات المزخرفة للغاية جدران وأعمدة وأسقف هذه المعابد، والعديد من اللوحات والمنحوتات في هذه المعابد عليها نقوش باستثناء واحداً، يواجه كل معبد في خاجوراهو الشرق وله مدخل في هذا الاتجاه.
تشتهر معابد خاجوراهو بالتكامل المتناغم بين المنحوتات والهندسة المعمارية، حيث تم نحت جميع الأسطح بغزارة بزخارف مجسمة وغير مجسمة تصور موضوعات مقدسة وعلمانية؛ المنحوتات التي تصور عبادات وآلهة عشائرية وأخرى ثانوية، وأزواج في اتحاد، تعكس جميعها نظام الإيمان المقدس، كما تعكس الموضوعات الأخرى الحياة الاجتماعية من خلال تصوير المشاهد المنزلية والمعلمين والتلاميذ والراقصين والموسيقيين والأزواج العاشقين، حيث يمنح التكوين والبراعة التي حققها الحرفيون الأسطح الحجرية لمعابد خاجوراهو حيويةً نادرة وحساسية لدفء المشاعر البشرية.
تم تصنيف هذه المعابد إلى ثلاث مجموعات، وهي المجموعات الشرقية والغربية والجنوبية، وتتألف المجموعة الغربية من معبد لاكشمانا ومعبد كاندريا ماهاديو ومعبد ديفي جاغادامبي ومعبد شاوسات يوجيني، ومعبد تشيتراجوبتا ومعبد ماتانجيشوارا ومعبد فاراها ومعبد فيشواناث، أما المجموعة الشرقية فتتكون من معبد باراسفانات ومعبد غانتا ومعبد أديناث ومعبد هانومان ومعبد براهما ومعبد فامانا ومعبد جافاري، أما الجنوبية فتشمل؛ معبد “Dulhadev” ومعبد “Beejamandal” و “Chaturbhuj”.
ومن بين هؤلاء الثلاثة، توفر مجموعة المعابد الغربية فقط مرفقاً للجولات الصوتية، حيث يتم تنظيم مهرجان خاجوراهو للرقص كل عام في شهر فبراير داخل مباني المعبد لمدة أسبوع، ويشهد هذا المهرجان أداء بعض الراقصين الكلاسيكيين الخبراء من جميع أنحاء الهند، كما يوجد أيضاً متحف أثري في خاجوراهو يجذب الكثير من الزوار، وفي المساء، يُقام عرض ضوئي وصوتي مذهل في معابد خاجوراهو، في المروج المفتوحة وعلى خلفية هذه المعابد التراثية، وهو أحد أفضل العروض الضوئية والصوتية في الهند، حيث يأخذ الزائر إلى تاريخ المعابد المثير للاهتمام.
