تفسير سورة يونس

اقرأ في هذا المقال


قال تعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡحَكِیمِ (١) أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنۡ أَوۡحَیۡنَاۤ إِلَىٰ رَجُلࣲ مِّنۡهُمۡ أَنۡ أَنذِرِ ٱلنَّاسَ وَبَشِّرِ ٱلَّذِینَ ءَامَنُوۤا۟ أَنَّ لَهُمۡ قَدَمَ صِدۡقٍ عِندَ رَبِّهِمۡۗ قَالَ ٱلۡكَـٰفِرُونَ إِنَّ هَـٰذَا لَسَـٰحِرࣱ مُّبِینٌ (٢) إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِی خَلَقَ ٱلسَّمَـٰوَ ٰ⁠تِ وَٱلۡأَرۡضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامࣲ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ یُدَبِّرُ ٱلۡأَمۡرَۖ مَا مِن شَفِیعٍ إِلَّا مِنۢ بَعۡدِ إِذۡنِهِۦۚ ذَ ٰ⁠لِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمۡ فَٱعۡبُدُوهُۚ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (٣) (٤)﴾ صدق الله العظيم [يونس ١-٤].


مناسبة التسمية:

أنّ قوم (يونس عليه السلام) هم الأمة الوحيدة الذين آمنوا بنبيهم يونس عليه السلام، فجاء هذا الاسم تنويهاً لهم.

مما جاء في فضلها:

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أخذ بالسبع الطوال فهو حبرٌ.

(والسبع الطوال – البقرة- وآل عمران – النساء – المائدة – الأنعام – المائدة – الأعراف  – يونس ).

موافقة أول السورة لآخرها:

  • بدأت السور في التكلم عن الوحي والحكمة الربانية قال تعالى: ﴿الۤرۚ تِلۡكَ ءَایَـٰتُ ٱلۡكِتَـٰبِ ٱلۡحَكِیمِ﴾ صدق الله العظيم.
  • وختمت بالحث والتذكير على اتباع الحكمة الربانية والوحي قال تعالى: ﴿وَٱتَّبِعۡ مَا یُوحَىٰۤ إِلَیۡكَ وَٱصۡبِرۡ حَتَّىٰ یَحۡكُمَ ٱللَّهُۚ وَهُوَ خَیۡرُ ٱلۡحَـٰكِمِینَ﴾ صدق الله العظيم، والسبب أنّ رأس الحكمة في متابعة الوحي الذي أنزله الله تعالى.

المحور الرئيسي للسورة:

(الإيمان بقضاء الله تعالى الحكيم وقدره).

مواضيع السورة المباركة:

1- مشاهد الكون الذي يظهر فيه آثار حكمة الله تعالى الموحية للفطرة البشرية بحقيقة وجود الله تعالى قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَلَئِنْ قُلْتَ إِنَّكُمْ مَبْعُوثُونَ مِنْ بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ هَذَا إِلا سِحْرٌ مُبِينٌ (٧) ﴾ صدق الله العظيم، جاء عن أبي هريرة قال: أخذ رسول الله ﷺ بيدي فقال: خلق الله التربة يوم السبت، وخلق الجبال فيها يوم الأحد، وخلق الشجر فيها يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبثّ فيها من كل دابة يوم الخميس، وخلق آدم بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعات الجمعة، فيما بين العصر إلى الليل.

2 – مشاهدة الكثير من الأحداث والتجارب التي يعيشها الناس، ويشاهدونها بأعينهم مع ذلك يغفلون عنها قال تعالى: ﴿أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُوا يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُوا يُبْصِرُونَ (٢٠) ﴾ صدق الله العظيم، قال تعالى (مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلا أَفَلا تَذَكَّرُونَ (٢٤) ) صدق الله العظيم.

3 – مشاهد وأخبار الغابرين الذين كذبوا الرسل، وتوعد الله لكل من فعل فعلهم قال تعالى: ﴿فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لا إِلَهَ إِلا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٤) ﴾صدق الله العظيم، قال تعالى: ﴿يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ (٧٦) ﴾ صدق الله العظيم، قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ (٨٩) ﴾ صدق الله العظيم.

لطائف وفوائد حول السورة المباركة

1 – قوله تعالى: ﴿فَلَعَلَّكَ تارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحى إِلَيْكَ﴾ صدق الله العظيم، قال علماء التفسير: سبب نزولها أنّ كفار قريش قالوا للنبي صلى الله عليه ىوسلم : ﴿ائت بقرآن غير هذا أو بدله﴾ [يونس:١٥]، فهم النبي صلى الله عليه وسلم أن لا يسمعهم عيب آلهتهم رجاء أن يتبعوه فنزلت هذه الآية، قاله مقاتل. وفي معنى الآية قولان: أحدهما: فلعلك تارك تبليغ بعض ما يوحى إليك من أمر الآلهة، وضائق بما كلفته من ذلك صدرك، خشية أن يقولوا. لولا أنزل عليه كنز. والثاني: فلعلك لعظيم ما يرد على قلبك من تخليطهم تتوهم أنّهم يزيلونك عن بعض ما أنت عليه من أمر ربك.

2 – من طرق إثبات النبوة ظهور المعجزات على يد مدعي النبوة، وظهور الدلالات على من يدعيها، قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَاۤءَتۡكُم مَّوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَاۤءࣱ لِّمَا فِی ٱلصُّدُورِ وَهُدࣰى وَرَحۡمَةࣱ لِّلۡمُؤۡمِنِینَ﴾ صدق الله العظيم.

6-  وصف الله القرآن بأنّه شفاء للصدور والقلوب قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّاسُ قَدۡ جَاۤءَتۡكُم مَّوۡعِظَةࣱ مِّن رَّبِّكُمۡ وَشِفَاۤءࣱ لِّمَا فِی ٱلصُّدُور)ِ صدق الله العظيم .


7 – قال تعالى: ﴿ألا إنَّ أوْلِياءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هم يَحْزَنُونَ﴾ صدق الله العظيم- روى عمر – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”«هم قوم تحابوا في الله على غير أرحام بينهم ولا أموال يتعاطونها، فوالله إنّ وجوههم لنور، وإنّهم لعلى منابر من نور، لا يخافون إذا خاف الناس، ولا يحزنون إذا حزن الناس» “ ثم قرأ هذه الآية.عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ”«هم الذين يذكر الله تعالى برؤيتهم» “ وقال أبو بكر الأصم: أولياء الله هم الذين تولى الله تعالى هدايتهم بالبرهان، وتولوا القيام بحق عبودية الله تعالى والدعوة إليه.

المصدر: زاد المسير — ابن الجوزيجامع البيان — ابن جرير الطبريفتح البيان — صديق حسن خانروح المعاني — الآلوسيتفسير القرآن العظيم — ابن كثير


شارك المقالة: