أحداث معركة رونسفال الأموية

اقرأ في هذا المقال


أحداث معركة رونسفال

دخل شارلمان إلى الأندلس وسيطر  على بنبلونه مركز الباشكنس، وعند وصوله برشلونة وجيرونة قام سليمان الأعرابي باستقباله بحفاوة كبيرة واتجهوا لسرقسطة وقاموا بحصار المدينة ولكن الحصار طال وامتد لحوالي شهر مما أغضب شارلمان وقام بأسر سليمان الأعرابي، وقرر الرجوع بجيشه إلى بلاده.

خلال الحصار، تلقى شارلمان أخبارًا عن تمرد الساكسونيين في الشمال وقرر التراجع بسرعة إلى مملكته، في طريق العودة، توقف مرة أخرى في طريقه إلى بامبلونا وأمر بهدم الجدران، كما فعل في بعض مدن البشكنس، حتى إذا عاد مرة أخرى، فلن يعود للمقاومة، ويضمن سلامة الطرق.

لعودة قواته إلى فرنسا، عين شارلمان رولاند حاكم بريتاني وجعل إغيرهارد رئيسًا للقصر الملكي، مع (1000) فارس في قيادة الجيش الذي سينسحب، من أجل المحافظة على سلامة الجيش والغنائم، بعض الروايات التاريخية التي تتحدث عن المعركة تذكر أن الهجوم على الجزء الخلفي من جيش شارلمان كان على يد البشكنس انتقاما للضرر والدمار الذي ألحقه الفرنجة ببلدهم وعاصمتهم بنبلونة.

انزعج جيش الفرنجة وحاولوا تجنب الكمين الذي نصبه الباسك، لكن البشكنس تمكنوا من عزل رأس الجيش عن بقية الجيش المنسحب، بفضل معرفتهم بطبيعة ساحة المعركة، باستخدام تقنيات حرب العصابات في المعركة، نظرًا لمعداتهم الخفيفة، الذي كان عادةً رمحان وسكين أو سيف قصير، بالإضافة إلى قوس أو رمحان خفيفان، لم يرتدوا أيضًا دروعًا الأمر الذي يجعلهم خفيفين وسريعين في المعركة.

يعتقد المؤرخ بيير دي ماركا أن بعض السكان المحليين في المنطقة قاتلوا جنبًا إلى جنب مع الباسك انتقاما لممتلكاتهم التي نهبها الفرنجة، وكان المؤرخين يعتقدون أن جيش البشكنس كان تحت قيادة الدوق لوبو الثاني، الذي كان يخشى من توسع الكارولينجيين في أراضيه.

نهاية معركة رونسفال

كان شارلمان مشغولاً بتجميع جيشه المشتت ونجح في جمع شتات جيشه، بينما أبيد رولان وجيشه بسيوف الباسك والأمويين المسلمين وذلك بإبادة مقدمة جيش الفرنجة، وقتل في المعركة إيجيرهارد، وأنسلم، محافظ القصر الملكي، رولان، حاكم القصر الملكي في بريتاني، وأوليفر روز، أحد النبلاء، تمكن البشكنس والأمويين المسلمين من أخذ الغنائم في مقدمة الجيش الفرنجي وعادوا دون أن يلحقهم أحد.

وصفت الحوليات الملكية الفرنجية الحدث قائلةً:

“بعد أن قرر العودة، دخل شارلمان جبال البرانس، فوجد البشكنس قد أعدوا كمينًا في مرتفعاته. هاجم البشكنس الساقة مسببين فوضى في عموم الجيش. ورغم تفوق الفرنجة على البشكنس في التسليح والعتاد، إلا أن وعورة السطح جعلت الغلبة للبشكنس، قتل في المعركة معظم الفرسان الذين جعلهم الملك قادة لقواته، نهبت الأسلاب، واختفى العدو فجأة لمعرفته بطبيعة الأرض.”

المصدر: تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرىالدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم. فجر الإسلام: يبحث عن الحياة العقلية في صدر الإسلام إلى آخر الدولة الأموية (الطبعة العاشرة سنة 1969).- محمد عبد الله عنان: دولة الإسلام في الأندلس، الجزء الأول، الناشر: مكتبة الخانجي، القاهرة.


شارك المقالة: