أخلاقيات البحث في علم الاجتماع الطبي

اقرأ في هذا المقال


أخلاقيات البحث في علم الاجتماع الطبي:

ليس هناك قضية معاصرة احتلت الأهمية في وقتنا هذا مثلما احتلت مسألة التخلص من أسطورة التحرر من القيمة في طريق علم الاجتماع، فالإدراك العلمي في نطاق هذا العلم لا يمكن أن تكون غير متحيزة، ﻷن إدراك الفرد تخول له تطبيق القوة على الفرد الآخر.

تلعب بحوث علم الاجتماع الطبي دوراً ذا علاقة صريحة أو ضمنية بالتحول، حينما تأخذ معيقات الصحة والمرض والرعاية الصحية وجميع علاقات الإنسان بالبيئة، ولذلك يمكن القول بأن تقييم أي علاج أو برنامج صحي حديث، والبحث عن المسببات الاجتماعية للمرض، والتحليل التنظيمي للنسق الطبي، ودراسة الجدوى.

جميع ذلك يتمثل عملية إحداث تحولات في النظام الاجتماعي لمصلحة الإنسان، وهكذا نلاحظ ما ينطوي عليه البحث الاجتماعي الطبي من موقف قيمي والتزام أخلاقي، وبالتالي فإن اتخاذ أي أجراء نحو هذه المشكلات، يستدعي الإشارة إلى الأسلوب الذي يجب اتباعه في التصرف معه.

أهمية مسألة الالتزام الأخلاقي في علم الاجتماع الطبي:

لا نقاش في أن مسألة الالتزام الأخلاقي تزيد في أهميتها وإلحاحها حينما يكون الإنسان نفسه معملاً للتجارب الطبية، ولعل دراسة توسكيجيه بشأن انتشار مرض الزهري بين الرجال الذين منع عنهم العلاج الطبي، مثال على ذلك يجذب الانتباه بشأن أخلاقيات التجريب الطبي على الفرد، وهناك دراسة ويلوبروك، التي أدخل فيها الأطفال الإعاقة العقلية في قطاع واحد عمداً مع مرضى الالتهاب الكبدي، مما يتنافى مع أخلاقيات البحث الاجتماعي الطبي.

وقد أشار بعض الباحثين إلى خطورة هذه المشكلة، والخلاصة أن الباحث في علم الاجتماع الطبي لا يراعي فقط الأهداف العلمية والفوائد الممكنة لدراسته، وما تسببه هذه الدراسة من مخاطر متوقعة الوقوع تضر بالمبحوثين، وإنما يراعي أيضاً اتساق هذه الدراسة مع المعايير الأخلاقية.

بالإضافة إلى ذلك مسألة أخلاقية أخرى في بالغ الاهتمام، تتضمن في المحافظة على مصداقية المعلومات الميدانية التي جمعها الباحث وعلى سريتها، وهكذا نرى أن بيان بنك المعلومات، وارتفاع الدراسات الرأسية للمشكلات الاجتماعية الطبية، تستدعي نظماً لتبادل المعلومات حفاظاً على سريتها، ووصولاً إلى الاستخدام الأمثل لها.

وقد لا تكون السرية ذات قيمة متساوية عند كل الفئات والشرائح الاجتماعية، خاصة فيما يتصل بالظروف الاجتماعية كالفقر أو الغنى، ونوع الأمراض الصدرية والقلبيةوالعقم ونوع المريض ذاته الرجل أو المرأة والخدمات الصحية المتاحة.

المصدر: حسين عبد الحميد، دور المتغيرات الاجتماعية في الطب والأمراض، 1983.سامية محمد جابر، علم الاجتماع العام، 2004.إقبال ابراهيم، العمل الاجتماعي في مجال الرعاية الطبية، 1991.فوزية رمضان، دراسات في علم الاجتماع الطبي، 1985.


شارك المقالة: