قال كعب بن معدان: “لا يستحيي الشجاع أن يفر من مدرك؟”، هو مدرك بن المهلب بن أبي صفرة الأزدي هو أحد القادة الأمويين الشجعان، استلم مدرك بن الملهب الولاية في خلافة عبد الملك بن مروان وسليمان بن عبد الملك.
الوالي مدرك بن المهلب:
أثناء ولاية المفضل التي كانت 9 أشهر، تمّ تعيين مدرك بن الملهب بن أبي صفرة إلى جانب عثمان بن مسعود كقائد يشترك في حملات ضد المتمرد موسى بن عبد الله بن خازم في ترمذ، فقطع مدرك النهر ومعه 15 ألف، فأرسل إلى السّبّل وإلى طرخون فأتوا لمساعدته وحاصروا موسى وصحبته.
قال موسى لأصحابه: “أخرجوا بنا حتى متى نصبر فاجعلوا يومكم معهم إما ظفرتم، وإما قتلتم، واقصدوا الترك”، فذهبوا وخلّفوا النضر بن سليمان بن عبد الله بن خازم في المدينة المنورة، كما وضع ثلث أصحابه بإزاء عثمان وأوصاهم بعدم قتاله إلا إذا قاتلهم إلّا أنّ يقاتلكم، فخسروا وأخذوا عسكرهم وعقروا فرس موسى.
فطلب موسى من مولى له أن يساعده ويحمله قال عثمان: “وثبة موسى ورب الكعبة” وذهب إلى موسى وعثرت دابة موسى فسقط هو ومولاه فقتلوه، قام النضر بتسليم المدينة المنورة إلى مدرك بن المهلب وآمنه، بعد ذلك قام مدرك بتسليمها إلى عثمان.
قام الحجاج بن يوسف الثقفي بطرد المهلبيون في خلافة الوليد بن عبد الملك، إلا أنّه مع تولي سليمان بن عبد الملك الخلافة عام 715 ميلاي، استعملهم سليمان وقام بإزالة ولاة الحجاج. كان يزيد بن المهلب والي على العراق وخراسان والنصف الشرقي من الخلافة، كما عيّن مدرك كأول والي له على سجستان ثمّ خلفه معاوية بن يزيد بن المهلب.
عند تولي يزيد أخ مدرك بن الملهب ولاية البصرة في خلافة يزيد بن عبد الملك، أرسل مدرك نائب عنه على خراسان، إلا أنّه لم يستطيع أن يسيطر عليها فبعث مسلمة زوج ابنته سعيد بن عبد العزيز بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، لكن تمّ عزله أيضاً.
قام أهل المهلب بالهروب خلال عهد يزيد بن عبد الملك، فبعث هلال بن أحوز ولاحقهم إلى قندابيل وهجم على مدرك بن المهلب وقتله، كما أنه قتل أولاد المهلب بن أبي صفرة وقتل من بعدهم معاوية بن يزيد واثنين من أهل منزله.
