كانت مدينة تيغيغيوراو عبارة عن مستوطنة صغيرة في الفلبين من حيث عدد السكان ولكنها كانت كبيرة في المنطقة والتي شملت فيما بعد مقاطعات إيزابيلا ونويفا فيزكايا وكويرينو حتى منتصف القرن التاسع عشر ميلادي، وكان سكانها عبارة عن مستأجرين ويدفعون الضرائب في شكل منتجات دواجن ومنتجات غذائية أخرى للدولة.
تاريخ مدينة تيغيغيوراو الحديث
اندلعت التمردات وثار شعب تيغيغيوراو في عام 1605 ميلادي؛ ممّا أدى إلى مقتل الإنكومندرو، مرة أخرى ثار شعب توغويغاراو في عام 1718 ميلادي، وثم عام 1761 ميلادي تحت قيادة زعيم يُدعى ريفيرا، وأصبحت مدينة تيغيغيوراو عاصمة مقاطعة كايجين في عام 1839 ميلادي عندما تم نقل مقر السلطة الإقليمي من لال لو، أصبح تدهور لال لو تحولت مدينة توجيجاراو كأهم مدينة في كاجايان.
احتلت القوات الأمريكية مدينة تيغيغيوراو في عام 1899 ميلادي وعند بدء خلال الحرب العالمية الثانية استولى الجيش الإمبراطوري الياباني على المدينة ومطارها الجوي ذي الأهمية وكان ذلك في عام 1941 ميلادي وذلك كجزء من الغزو الياباني لمدينة أباري، تم تنشيط المقر العام لجيش الكومنولث الفلبيني والشرطة الفلبينية في عام من 1942 ميلادي واستمر ذلك حتى عام 1946 ميلادي وتمركزت في توغويغاراو.
تعرضت المدينة والمطار للقصف من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والفلبين بشكل منتظم خلال تلك الفترة، وهاجمتها قوات حرب العصابات التابعة لدونالد بلاكبيري، وساعد المقاتلون المحليون المعترف بهم عن طريق دخول المدينة وقوات الكومنولث الفلبينية تحت جيش الفلبين ووحدات الشرطة و جاءت الوحدات العسكرية وتم تحرير المدينة بشكل رسمي في عام 1945 ميلادي.
كانت مدينة تيغيغيوراو في القدم البلدية الوحيدة من الدرجة الأولى في مقاطعة كاجايان، كانت بمثابة عاصمة مقاطعة كاجايان منذ عام 1839 ميلادي بسبب التقدم الاجتماعي والاقتصادي الملحوظ للمدينة، في عام 1975 ميلادي تم إعلان مدينة تيغيغيوراو كعاصمة ومقر للحكومة الإقليمية.
يعود أصل اسم مدينة تيغيغيوراو لعدد من الأساطير التي ظهرت حول أصل اسم المدينة، واحدة من هذه الأساطير هي وفرة شجرة تاروو في المنطقة، والآخر يأتي من كلمة توكي التي تعني النار، ويأتي اسم مدينة تيغيغيوراو من كلمتة إيباناغ، وربما تشير إلى يوم كان فيه حريق في المدينة، ومع ذلك فإنّ النسخة الأكثر قبولاً من الأساطير هي إجابة الإيباناغ للإسبان عندما سألوا عن اسم المدينة والتي تعني تم استخدامها بالنار أو تم نحت المدينة من البرية عن طريق التطهير والحرق.
كما يوجد دليل تاريخي آخر الذي قد يوفر أدلة على أصول اسم المدينة يأتي من حقيقة أنه في عام 1591 ميلادي، وتم إدراج المنطقة على أنّها منحة الأرض والتي كانت في الأصل مستوطنة ما قبل الاستعمار ولعل تلك التسميات كانت عند قدوم الاستعمار الإسباني للمدينة.
تاريخ مدينة تيغيغيوراو القديم
عند الحديث عن مدينة تيغيغيوراو لا بد من الحديث عن التاريخ القديم للأراضي الفلبينية، والتي حسب ما ذكرته كتب التاريخ الفلبينية فإنّ تاريخها يعود إلى العصر الحجري، حيث أقام الإنسان البدائي فيها ولم يكن اسم مدينة تيغيغيوراو بذلك الإسم بذلك الوقت، حيث كانت عبارة عن أراضي شاسعة ولا يوجد فيها عدد كبير من السكان، إلا أنّ الآثار القديمة تدل على إقامة الإنسان فيها.
على الرغم من أنّ مدينة تيغيغيوراو كانت تخلو من السكان خلال العصر الحجري والبرونزي، إلا أنّ السكان بدأوا يقيمون فيها بعد ذلك وذلك خلال رحلات الاستكشاف التي كان يقيمها الأوروبيون، حيث تم الذكر بأنّ البرتغال كانت من أوائل الدول الأوروبية التي قدمت إلى أراضي مدينة تيغيغيوراو، ولم يكن فيها عدد كبير من البرتغاليون وفي ذلك الوقت كانت إسبانيا تقوم ببناء مستعمرة لها في جنوب شرق آسيا، الأمر الذي دفعها إلى إخراج البرتغاليين منها والسيطرة عليها.
في ذلك الوقت كانت فرنسا أيضاً تريد السيطرة على مدينة تيغيغيوراو وذلك كونها كانت مدينة ذات أراضي شاسعة ولا يوجد فيها عدد كبير من السكان وأرادت وضع سكانها فيها، إلا أنّ إسبانيا كانت تملك قوة كبيرة ومنعت فرنسا من السيطرة على مدينة تيغيغيوراو، الأمر الذي أدى إلى قيام حرب بين فرنسا وإسبانيا، وعَملت إسبانيا على جعل مدينة تيغيغيوراو قاعدة عسكرية للقوات العسكرية التابعة للإمبراطورية الإسبانية الاستعمارية، كما قامت بتجنيد سكان المدينة إلى جانب الجيش الإسباني.
نستنتج بانّ مدينة تيغيغيوراو من المدن الفلبينية القديمة والتي يعنى اسمها النار والشجر وخضعت المدينة لحكم البرتغال وإسبانيا، وتمكنت من الحصول على استقلالها بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.
