تاريخ مدينة قراقورم

اقرأ في هذا المقال


تعد مدينة قراقورم بأنّها أحد المدن التي تقع في منغوليا الحديثة والتي تم اختيارها عاصمة الإمبراطورية المغولية في عام 1235 ميلادي واستمرت عاصمة لها حتى عام 1260 ميلادي وفي القرن الرابع عشر ميلادي تم اختيارها عاصمة لسلالة يوان الشمالية، وكما تعد من أقدم المدن الراعية في منغوليا الحديثة.

تاريخ مدينة قراقورم القديم

في 1218 ميلادي، قام جنكيز خان بتجهيز قواته العسكرية لقيادة حملة عسكرية ضد الإمبراطورية الخوارزمية ويجهز قواته في مدينة قراقورم، وعندما تمكن من هزيمة إمبراطورية جين، تولى أوقطاي خان الحكم في المدينة بعد جنكيز وام ببناء أسوار المدينة وبنى لنفسه قصراً فيها، قام أوقطاي خان بإصدار مرسوم لبناء قصراً للسلام في المدينة، في عام 1235 ميلادي وبعد أنّ تعرض  للهزيمة أمام سلالة جين، حسب ما تم ذكره في تاريخ اليوان تم تأسيس مدينة وان اينجونغ في قراقورم، وحسب ما تم ذكره فانّه مدينة قراقوم تعني باللغة المنغولية القلعة.

خلال حكم اوقطاي خان ومن تول الحكم من بعده من الإمبراطورية المغولية، أصبحت مدينة قراقورم مكاناً للسياسة العالمية، قام مونكي خان عندما تولى الحكم بالعمل على توسعة القصر، وإنهاء بناء معبد ستوبا العظيم، كما تم خلال حكمه بتصميم الشجرة الفضية والتي تم وضعها في وسط مدينة قراقورم، ظهرت شجرة كبيرة منحوتة من الفضة وغيرها من المعادن النفيسة من وسط الفناء وتمتد أغصان الشجرة إلى المبنى، وكان منظر الفاكهة الفضية ممتع للنظر، وقد تم كل ذلك؛ من أجل إمتاع الإمبراطور، تعمل من أجل متعة الإمبراطور

في عام 1254 ميلادي وصل المبشر الفرنسيسكاني ويليام من روبروك إلى الإمبراطورية المغولية في مدينة قراقورم، وكتب أحد الروايات والتي وصف فيها جمال المدينة وقال انّها تشبه في جمالها مدينة باريس، كما وصف المدينة بأنّها أحد الأماكن العالمية والتي يوجد فيها التسامح الديني، وأنّ الشجرة الفضية أصبحت جزء من قصر مونك خان والتي أصبحت فيما بعد للتعبير عن مدينة أصبحت قراقورم، كما قام بالوصف التفصيلي للمدينة وقال أنّ المدينة المسورة يوجد فيها بها أربعة أبواب تواجه الجهات الأربعة ، وأربعين من البيوت ، كان أحدهم لكاتاي والآخر للمسلمين، كما يوجد فيها المساجد والكنائس والمعابد البوذية.

في عام 1260 ميلادي تولى قوبلاي خان الحكم في الإمبراطورية المغولية، قام بنقل عاصمته إلى شاندو، ثم إلى مدينة بكين، في عام 1271 ميلادي وخلال حكم سلالة يوان الصينية الحاكمة تم تقليص دور مدينة قوارقوم إلى فقط مركز إداري لمياه راكدة إقليمية من سلالة يوان الصينية في عام 1271، وكان لقيام  الحرب الأهلية مع إريك بوك والحرب مع كايدو تأثير كبير على المدينة،  في عام 1260 ميلادي قام كوبلاي بوقف إمداد البلدة بالحبوب، وفي عام 1277 ميلادي سيطر كايدو على قراقورم، وقامت قوات اليوان وبيان بعد ذلك بعام بطرده.

في 1298 ميلادي قام الأمير أولوس بوقا بسرقة أسواق ومخازن الحبوب، مع نهاية  القرن الرابع عشر ميلادي بدأت المدينة في مرحلة الازدهار، في عام 1299 ميلادي بدأت عملية توسيع المدينة نحو المناطق الشرقية، في عام 1311 ميلادي وفي عام 1342 ميلادي تم إعادة تجديدها وكان يتم بناء المعابد فيها بشكل مستمر، حتى أصبحت المدينة تحتوي على عدد كبير من المعابد.

في عام 1368 ميلادي انهارت سلالة يوان، وأصبحت مدينة قراقورم مكاناً لإقامة بلغتو خان،  ​​في عام 1370 ميلادي قامت قوات مينغ بالهجوم على مدينة قرقوام ثم دمرتها وقاموا بتدميرها، في عام 1415 قرر خورلتاي إعادة بنائها، في القرن السادس عشر ميلادي كانت مدينة قورقوام مليئة بالسكان، الأمر الذي دفع باتو مونك دايان خان عل اختيارها عاصمة له مرةً أخرى، في السنوات التالية، ومن ثم تعرضت المدين للكثير من الغزوات وسيطر عليها الكثير من القادة العسكريين وأدى ذلك إلى تدميرها وتخلى عنها الحكام.

في عام 1933 ميلادي جرت عملية الحفريات الأول في عام 1948 ميلادي، بدأت عملية مدينة التنقيب السوفيتية المنغولية تم العثور على بقايا قصر أوقطاي، وجرت بعد ذلك عملية الحفريات الألمانية المنغولية، وتم العثور خلال عملية البحث التي جرت على عدد من الآثار التي تعود إلإمبراطور خان وكام مليئة بالذهب والفضة، كما تم العثور على الطرق والتي تشير الدراسات أنّه تم تعبيدها خلال حكم أوقطاي خان، وتدل تلك الدراسات على أنّ مدينة قراقورم كانت مدينة غنية وتعرضت للكثير من الغزوات والتي أدت بالنهاية إلى انهيارها.

المصدر: إمبراطورية المغول: دراسة تحليلية عن التاريخ المبكر للمغول وتكوين-المؤلف: رغد عبد الكريم أحمد النجار‎-2012التاريخ والعلاقات الدولية: منظور حضاري مقارن. الجزء الثاني-المؤلف: نادية محمود مصطفى 2015معجم المعارك التاريخية-المؤلف: نجاة سليم محاسيس ‎2011تاريخ المغول وسقوط بغداد-المؤلف: رجب محمود إبراھيم بخيت‎


شارك المقالة: