تاريخ مدينة نابولي الإيطالية

اقرأ في هذا المقال


مدينة نابولي:

تقع مدينة نابولي في جنوب إيطاليا وتعتبر ثالث أكبر مدينة في إيطاليا، وتحتوي مدينة نابولي على الكثير من الكنائس القديمة والقصور الملكية التي تم بنائها أثناء فترة قيام إيطاليا، وفي القديم كانت نابولي تعتبر من أراضي الإمبراطورية العثمانية، كما اعتبرت نابولي على مر التاريخ من أقدم المدن في أوروبا التي تم تأسيسها والتي أقام فيها السكان على مر العصور، وكما دارت الكثير من الحروب من أجل السيطرة عليها وذلك من أجل ما تحتويه من أهمية تاريخية.

تاريخ نابولي:

يعود تاريخ مدينة نابولي إلى العصر الحجري الحديث، فقد قامت في أراضيها الشعوب الإغريقية خلال القرن الثاني قبل الميلاد، وقاموا بالتجارة من أراضيها إلى أراضي اليونان، خلال تلك الفترة شهدت نابولي التقدم والازدهار وخاصة أنها كانت تابعة في ذلك التاريخ إلى الإمبراطورية الإغريقية، وقامت نابولي بعقد تحالف مع الإمبراطورية الرومانية ضد حرب القرطاج، وسرعان ما قامت الإمبراطورية الرومانية بالسيطرة عليها وأصبحت جزءًا من الإمبراطورية الرومانية، وتعرضت نابولي للكثير من الهجمات وتمكن خلال تلك الفترة من التصدي من الهجمات والغزوات الخارجية التي كانت تتعرض لها.

عندما كانت نابولي تحت حكم الإمبراطورية الرومانية، قام الرومان بالاهتمام بها وقاموا تمجيدها، وقام سان مدينة نابولي بالمحافظة على العادات التي تركها الرومان في أراضيهم وعلى اللغة اليونانية، كما تم بناء المباني الفخمة والكنائس فيها، وكما أخرجت نابولي أهم الأباطرة في الكنائس، وكما كان آخر أباطرة الإمبراطورية الرومانية الغربية من مدينة نابولي، بعد انهيار الإمبراطورية الرومانية الغربية قام القوط الشرقيين بالاستيلاء على نابولي وضمها إلى أراضي مملكة القوط الشرقية، وفي عام 536 ميلادي قام البيزنطيين بغزو نابولي وضمها للإمبراطورية البيزنطية.

بعدة سقوط الإمبراطورية البيزنطية تم تأسيس دوقية نابولي، وبقين نابولي محافظة على الثقافة والحضارة اليونانية والرومانية، وقامت خلال تلك الفترة بضم ولائها إلى روما، وأصبحت نابولي خاضعة لحكم البابوية، في عام 818 ميلادي بدأت العلاقة بين نابولي والإمبراطورية البيزنطية تتوتر وبدأت الصراعات فيما بينهم، كما بدأت الصراعات الداخلية بين حكامها للاستيلاء على حكم دوقية نابولي، ومع بداية القرن التاسع ميلادي تمكنت نابولي من الحصول على الاستقلال من حكم الإمبراطورية البيزنطية وقامت بانتخاب ملك من سكانها ليقوم بحكمها.

تعرضت نابولي بعد حصولها على الاستقلال لعمليات النهب والسرقة من قِبل سكان الصحراء الذين كانوا يقمون في الأراضي الرومانية، ومن ثم وقعت نابولي تحت حكم اللومبارديين، حاولت نابولي من لحصول على الاستقلال والتخلص من حكم اللومبارديين لكنها لم تتمكن في بداية الامر من ذلك، فقد كان معظم حكامها متأثرين بالرومانيين والإغريق الذين حكموه لفترة طويلة، ومع بداية القرن الحادي عر ميلادي قامت نابولي بإحضار مرتزقة من النورمان وعَملت على تجهيزهم لمحاربة أعدائها، وقامت بإعلانها شن الحرب على أعدائها.

خلال دخول النورمان إلى نابولي قام بالتحكم على الكثير من المدن والدوقيات في إيطاليا والتي كانت تتمتع بالاستقلال قبل دخولهم؛ ممّا دفع نابولي إلى الاستسلام والخضوع لحكم الملك “روجر الثاني” والذي كان ملكاً على صقلية، وتم ضم نابولي إلى حكم مملكة صقلية، بعد وقوع صقلية لفترة طويلة لحكم النورمان تم خضوعها لحكم عائلة مالكة من ألمانيا، فتم فتح أول جامعة في أوروبا على أراضي مملكة صقلية وكانت تلك الجامعة مخصصة في تعليم الإدارة للعلمانيين، وأصبحت نابولي بذلك من أهم مراكز الثقافة في أوروبا، وتم بناء الكثير من المباني التي تمتعت بالتقنية الهندسية على أراضي نابولي.

في عام 1282 ميلادي تم وقوع ثورة المغرب الصقلية، وتم بعد تلك الحرب تقسيم مملكة صقلية إلى قسمين، والتي كانت مملكة نابولي والتي كانت في الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة الإيطالية ومملكة صقلية، وقامت الصراعات بين المملكتين، حتى تم عقد الصلح بين المملكتين، وقامت كلا المملكتين باختيار ملكاً ليحكمها، وبعد ذلك زادت أهمية نابولي التجارية بشكل كبير.

وبدأت نابولي بالعمل على توسعة شوارعها ومدنها وأصبحت من أهم الممالك في أوروبا ذلك الوقت، وكما كان حكام نابولي يتمتعون بالثراء الفاحش وقاموا بإسراف الأموال الكثيرة في سبيل جعل نابولي من أجمل الممالك. ظهر في نابولي الكثير من الفنانين والرسامين الذين كانوا يقومون بالإبداع بالرسومات والنحت والتي ما تزال موجودة إلى وقتنا الحالي في مدينة نابولي، كما اشتهرت نابولي بوجود أفضل الفنانين والكتاب والأدباء وأقامت أهم المسرحيات فيها.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020


شارك المقالة: