عادات الولادة في السنغال:
يحتفل جميع أبناء شعوب العالم بحادثة الولادة باتباع عادات وتقاليد متعددة، إذّ تعبّر عن فرحتها باستقبال فرد جديد في العائلة.
عادةً ما تهدف طقوس الشعوب حول العالم احتفالاً بالمواليد الجدد إلى حمايتهم من الحسد والأرواح الشريرة، كثير من هذه العادات والطقوس تتصف بالغرابة والطرافة، ومن أغربها قد حدث في دولة السنغال، كالاحتفاظ بالحبل السّري وإرغام المولود على البكاء، والحرص على ألّا تلمس قدماه الأرض لمدة من الزمن واحتجاز الأم وأكل المشيمة.
تحرص الأمهات في السنغال على الاحتفاظ بالحبل السري في صندوق أو علبة جميلة، وقد بدأت هذه العادة في العصور القديمة عندما أرادت بعض النسوة الاحتفاظ بشيء خاص من لحظات الولادة، فجاءت هذه الفكرة، وعادة ما توضع دمية صغيرة ترتدي الزي السنغالي داخل صندوق وفيها جزء من الحبل السري.
ومن العادات السنغالية أيضاً، إجبار المواليد على البكاء، يعتقد السنغاليون أنّ ذلك سيجعل الأطفال يتمتعون بالصحة الموفورة، وسيساعد في طرد الأرواح الشريرة، حيث تقام مسابقة لإحياء هذه الطقوس، خلال هذه المسابقة يجري تسليم الأطفال إلى مجموعة من المصارعين، ومن ينجح في إرغام الطفل على البكاء أولاً أو بصوت مرتفع يربح المسابقة.
ومن العادات الأخرى القيام باحتجاز الأم في المنزل لمدة تقارب الأربعين يوماً بعد الولادة؛ حفاظاً على صحتها وحماية لها من الإصابة بالأمراض المعدية، كذلك يبعدونها عن النوافذ المفتوحة ومكيفات الهواء.
ومن العادات المتوارثة أيضاً أن يجمع الآباء والأمهات قطع قماش مختلفة من العائلات الثرية؛ لحياكة قطعة ملابس للمولود الجديد على أمل أن يصبح غنياً مثلهم، كذلك يقدمون للطفل بيضاً ملوناً باللون الأحمر؛ رمزاً للسعادة والتجديد وتغيير الحال، ويوزعون البيض الأحمر عندما يكمل الطفل شهره الأول، فيقيمون حفل “القمر المكتمل” ويجتمع الأقارب والأصدقاء لإعطاء الهدايا للطفل الجديد.
ومن العادات أيضاً يجب عدم وضع قدما الطفل على الأرض إلا بعد مرور 105 يوم على ولادته، فملامسته للأرض خلال هذه المدة الزمنية قد يسبب له الحزن في المستقبل، وتنتهي هذه العادة المقدسة بتنظيم احتفال يلمس خلاله الطفل الأرض للمرة الأولى بعد انتهاء الفترة المنصوص عليها. وتحظى الأم بعناية مميزة من قبل سكان بيتها وتعامل بدلال بعد ولادتها وفق العادات القديمة فلا يسمح لها بالعمل.
