كيف جعلت بريطانيا من أستراليا سجنا للمجرمين

اقرأ في هذا المقال


أقامت بريطانيا في أستراليا ستة مستعمرات لها بقيت تحت حكمها، ثم توجه الشعب الأسترالي لكي يُصوت بغية اتحاد كافة المستعمرات لكي تُصبح في النهاية ما يُسمى بكومنولث أستراليا، وجعلت بريطانيا من دولة أستراليا العريقة كسجن بغية سجن المجرمين فيها، وفي هذا المقال سوف نتناول الحديث عن الطريقة تلك.

كيف جعلت بريطانيا من أستراليا سجنا للمجرمين

  • ما بين عام ألف وسبعمائة وثمانية وستين وعام ألف وتسعمائة وواحد وسبعين للميلاد قام أحد المستكشفين بالعمل على إجراء رحلة بشكل علمي واستكشافي، حيث انتهت ذه الرحلة وهذا بالإعلان دولة بريطانيا أنَّها تملك السواحل كافة الواقعة في الجهة الشرقية من دولة أستراليا وهذا بالتحديد في اليوم الثاني والعشرين من شهر أغسطس/ آب من عام ألف وسبعمائة وسبعين للميلاد، وفي تلك الأثناء ظهرت منطقة في أستراليا تُعرف باسم ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية.
  • وعلى الرغم من هذا إلّا أنَّ دولة هولندا استبعدت فكرة إقامة مستعمرات في دولة أستراليا العريقة وتخلت الحكومة الهولندية بشكل كامل عن هذه الفكرة، وعلى الرغم من هذا إلّا أنَّ الإنجليز سعوا جاهدين وهذا من أجل توسيع سيطرتهم ونفوذهم وحكمهم وهذا لكي يتملكوا البعض من الممتلكات في دولة استراليا العريقة.
  • وبناء على ما سبق ذكره قامت دولة بريطانيا بالمحاولة وهذا بغية تأسيس وبناء العديد من المستوطنات أو المستعمرات على أراضي دولة أستراليا العريقة، والتي تتصف بأنَّ المناخ بها رديء، في حين أنَّ مهمة ووظيفة إقامة المستعمرات على أراضي أستراليا كانت عبارة عن عبء ثقيل جداً وهذا على الحكومة التابعة لدولة بريطانيا آنذاك.

والسبب الذي يعود إلى أنَّ مهمة إنشاء المستوطنات أو المستعمرات مهمة ثقيلة جداً على بريطانيا إلى أنَّ المناطق المستعمرة كانت تتصف بالبنية التحتية السيئة جداً وأنَّها كانت مفتقرة تماماً لها، وهذا تبعاً لنمط وأسلوب المعيشة والحياة الذي قد اتبعه السكان الأصليين لدولة استراليا العريقة.

  • حيث أنَّ السكان الأصلين كانوا على الدوام يُفضلون أن يتنقلوا ويعتمدوا بشكل كامل على الصيد بدل العمل على بناء المجتمعات أو حتى التغذي على البعض من الأنشطة ذات الطابع الفلاحي، وكل هذا قد ترافق مع المناخ أو الطقس السيء للمناطق تلك حيث تتوافر في تلك البيئة الكثير من الحشرات أو الحيوانات المميتة والقاتلة آنذاك.
  • كما وأنَّ كافة الموارد ذات الإنتاج الطبيعي كانت غائبة تماماً والتي كان من المفروض أن يتم تناقلها نحو دولة إنجلترا، ويعود سبب الغياب ذلك إلى كل الأحوال السيئة التي كانت تتصف بها الطبيعة في المستعمرات.
  • وبسبب كل العوامل الطبيعية السيئة فإنَّ إمبراطورية بريطانيا قد فشلت تماماً في العمل على جلب وجذب المهاجرين وهذا بغية أن يتخذوا من دولة استراليا العريقة السكن والموطن لهم آنذاك.
  • وعلى إثر عجز بريطانيا عن استقطاب المهاجرين للعيش في أستراليا فإنَّها قد توجهت بشكل كامل من أجل العمل على تنفيذ البرنامج الذي يعمل من خلاله على ترحيل كافة المجرمين إلى المستعمرات تلك التي أقامتها بريطانيا على أراضي أستراليا آنذاك.
  • وخلال السنوات السابقة لم تتردد بريطانيا بتاتاً عن نفي الكثير من المجرمين نحو المستعمرات البريطانية المتواجدة في القارة الأمريكية، ولكن مع بدايات حرب الاستقلال التي كانت في أمريكيا وهذا في عام ألف وسبعمائة وخمسة وسبعين للميلاد فإنَّ هذا النظام أو البرنامج تعرض للتعطل بشكل كامل قبيل أن يرجع خلال السنوات التالية بعد تغيير الوجهة لدولة استراليا العريقة.

وفي أثناء عام ألف وسبعمائة وسبعة وثمانين للميلاد من دولة إنجلترا بالتحديد قد انطلقت العديد من السفن التي كانت محملة بالكثير من المجرمين متجهين بهم إلى دولة أستراليا آنذاك، حيث يصل عدد السفن إلى إحدى عشر سفينة بريطانية قامت بالمغادرة لتصل إلى أراضي دولة استراليا بالتحديد في شهر يناير من عام ألف وسبعمائة وثمانية وثمانين للميلاد، كما وأنَّ هذه السفن كان عليها العديد من المجرمين الذين كان لهم الدور في العمل على بناء مدينة سيدني الأسترالية.

  • وفي عام ألف وسبعمائة وثمانية وثمانين للميلاد منذ بداية العمل على نقل المجرمين بواسطة السفن إلى أراضي أستراليا وإلى وقت زوال إجراء ترحيل المساجين والمجرمين وفي في عام ألف وثمانمائة وثمانية وستين للميلاد، وصل عدد المجرمين الذين قامت بريطانيا بترحيلهم إلى أستراليا مائة وستين ألف مجرم، وبهذا ليصبحوا هم أول السكان ذوي البشرة البيضاء ذوي الجنسيات الأوروبية في دولة استراليا.

إذاً يتضح مما سبق ذكره آنفاً أنَّ أستراليا أصبحت سجن للمجرمين الذين نقلتهم دولة بريطانيا إليها وكان لهم الدور الكبير في العمل على تعمير أحد المدن الأسترالية وهي مدينة سيدني.

المصدر: كتاب استراليا وجزر المحيط الهادئ: محمد عبدالعزيز الهلاوي.استراليا والمحيط الهادئ: مالكون بورتور وكيث لي.آسيا وأوروبا أمريكيا الشمالية أمريكيا الجنوبية استراليا: د. محمد أحمد عقلة المومني.نصف مليون دقيقه في استراليا: صلاح طنطاوي.


شارك المقالة: