ما هو تاريخ شبه الجزيرة الإيبيرية؟

اقرأ في هذا المقال


شبه الجزيرة الأيبيرية:

شبه الجزيرة الأيبيرية: هي أراضي تقع في الجنوب الغربي من أوروبا وكانت تشمل كلاً من إسبانيا والبرتغال وجبل طارق وإمارة أندورا وجزء من جنوب فرنسا، وكانت إسبانيا تشكل الجزء الأكبر من أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية، ويحدها من الشرق والجنوب البحر المتوسط، ومن الشمال والغرب المحيط الأطلسي، وكلمة أيبيريا تم اشتقاقها من اللغة الإغريقية، وتم استخدامها للإشارة إلى شبه الجزيرة الأيبيرية، وكانت شبه الجزيرة الأيبيرية عبارة عن مجموعة من التجمعات السكانية.

تاريخ شبه الجزيرة الأيبيرية:

عند بداية تأسيس الإمبراطورية الرومانية كان يطلق عليها قديماً شبه الجزيرة الأيبيرية، كما تم تأسيس مملكة أيبيريا التي كانت تقع في أراضي القوقاز والتي كانت تعتبر جزءًا من أراضي جورجيا والتي أصبحت تلك المنطقة فيما بعد تعرف باسم مملكة جورجيا، وكانت شبه الجزيرة الأيبيرية في تلك الفترة تعتبر قارة منفصلة عن بلاد الغال، وتم بعد ذلك سقوط الإمبراطورية الرومانية وتم توحيد اللغات في المنطقة وإطلاق اسم أيبيريا على المنطقة، قام الإغريق بالوصول إلى شبه الجزيرة الأيبيرية عن طريق إبحارهم نحو الغرب بواسطة البحر الأبيض المتوسط، وكان الفينيقيون هم أول من سبقهم إليها.

وشملت حدود شبه الجزيرة الأيبيرية في ذلك الوقت مساحات كبيرة، حتى أنها كانت تشمل حدود منطقة جبل طارق كاملةً، وكما شملت أيضاً جبال البرانسي أيضاً، كما تشير الدراسات بأنّ أيبيريا يشير إلى سكان المنطقة الذين كانوا يقيمون حول نهر أبرة، كما تشير الدراسات أيضاً بأن اسم هسبيريا كان يطلق على شبه الجزيرة الأيبيرية الإيطالية وذلك خلال فترة العصور الرومانية القديمة، وكانت هسبانيا في تلك الفترة تتكون من ثلاثة مقاطعات رومانية وهي، هسبانيا لوسيتانيا، وهسبانيا تارا كونيس وهسبانيا بايتيكيا، وكان سبب تلك التسميات؛ ليتم التفريق بين المقاطعات الرومانية الشمالية والغربية.

في عام 218 قبل الميلاد بدأت الحرب الفينيقية الثانية بين الرومان والقرطاجيين، فقامت القوات الرومانية بالسيطرة على أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية، لكن الرومان لم يقوم بضمها إلى أراضي الإمبراطورية الرومانية إلا في عام 200 قبل الميلاد، فتم في تلك الفترة تأسس هاسبانيا الرومانية، وكانت منطقة هاسبنيا منطقة غنية بالثروات والمعادن والفضة وكانت تقوم بإرسال المعادن والفضة وزيت الزيتون إلى الإمبراطورية الرومانية، ويعتبر أهم عظما وأباطرة الإمبراطورية الرومانية من هاسبانيا.

وبقيت هاسبانيا تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية لفترة طويلة والتي استمرت لما يقارب ستمائة عام، وعندما كانت هاسبانيا تحت سيطرة الإمبراطورية الرومانية، قام الرومان بإدخال اللغة اللاتينية إلى أراضي هاسبانيا، والتي كانت اللغة اللآتينية لها تأثير كبير على اللغات المتداولة في شبه الجزيرة الأيبيرية، ومع بداية القرن الخامس ميلادي قامت القبائل الجرمانية بالسيطرة على شبه الجزيرة الأيبيرية، وقامت القبائل الجرمانية بطرد الرومان منها، كما قام القوط الغربيين بغزو الممالك في شبه الجزيرة الأيبيرية والتي كانت تابعة للإمبراطورية البيزنطية، وغزتها أيضاً الكثير من القبائل.

مع بداية عام 711 ميلادي قام المسلمون بغزو هاسبانيا والتي كانت تحت سيطرة القوط الغربيين، وتمكن المسلمين خلال غزواتهم من السيطرة على جميع مقاطعات هاسابينيا، وقام المسلمين بالعمل على تحويل مناطق هاسبانيا الرومانية إلى مناطق عربية، واستمرت حملة المسلمين في شبه الجزيرة الأيبيرية لمدة القرن التاسع والعاشر ميلادي، وقام الكثير من سكان المنطقة باعتناق الديانة الإسلامية، خلال سيطرة المسلمين في شبه الجزيرة الأيبيرية انقسموا إلى قسمين؛ ممّا أدى إلى نشوب الصراعات بينهم، كما أقام في المنطقة الشعب المسيحي والشعب اليهودي وعاشوا في سلام.

مع بداية القرن السادس عشر ميلادي قامت إسبانيا بتأسيس إمبراطورية والتي شملت حدودها الأمريكيتين، وأصبحت مدن إسبانيا من أهم المناطق في أوروبا التي تقوم بالتجارة، والتي قامت بالعمل في تجارة السبائك، وقامت إسبانيا والبرتغال في تلك الفترة بفتح التجارية إلى آسيا عن طريق المحيط الأطلسي؛ ممّا أدى إلى إضعاف التجارة والانهيار الاقتصادي في شبه الجزيرة الإيطالية، خلال تلك الفترة ازداد عدد السكان بعدد كبير؛ ممّا أدى ذلك إلى الضغط على الموارد في شبه الجزيرة الأيبيرية؛ ممّا دفع الكثير من سكان الجزيرة الأيبيرية إلى الانتقال إلى الإقامة في قارة أمريكا الشمالية والجنوبية.

في عام 1580 ميلادي تم وقوع البرتغال تحت حكم عائلة “آل هابسبورغ“، وأدى ذلك الحكم إلى وقوع خلافات على الحكم في شبه الجزيرة الأيبيرية، مع بداية القرن السابع عشر ميلادي شهدت شبه الجزيرة الأيبيرية حالة من الركود الاقتصادي، وأصبحت مناطق شمال إيطاليا أكثر تطوراً؛ ممّا أدى ذلك إلى تفكك شبه الجزيرة الأيبيرية ومملكة قشتالة.

المصدر: موسوعة الحضارات المختصرة-المؤلف: محمود قاسم-2012موسوعة تاريخ أوروبا:الجزء الأول-المؤلف:مفيد الزيدي-2003تاريخ أوروبا في العصور الوسطى-المؤلف: د. إيناس محمد البهيجي-2017تاريخ ما قبل التاريخ-المؤلف:عبدالله حسين-2020


شارك المقالة: