ما هو مبدأ التعسف السيميائي

اقرأ في هذا المقال


مبدأ التعسف السيميائي هو المبدأ الأساسي لعلم اللغة، فقط عندما يكون هناك فهم عميق حيث يمكن أن نفهم من خلاله المفاهيم الهامة الأخرى في علم اللغة وبعض الظواهر اللغوية.

ما هو مبدأ التعسف السيميائي

فرديناند دو سوسور معروف عالميًا بأنه أبو علم اللغة الحديث لأنه ساعد في إعداد دراسة اللغة وحتى السلوك البشري بمعنى واسع على أسس جديدة، وكثيراً ما يقتبس في مجال اللغويات السيميائية والنظرية الأدبية.

ويُذكر دو سوسور أساسًا لمساهمتين كبيرتين في علم اللغة الحديث، واحد هو إنه يشير إلى اتجاه الدراسة اللغوية ويوضح مهمة علم اللغة من خلال تعريف اللغة على أنها نظام الكيانات أو الوحدات وعلاقاتها، والثاني إنه يميز بين بعض المفاهيم المهمة أي اللغة مقابل الإفراج المشروط، المتزامن مقابل غير المتزامن، التركيب النحوي مقابل النموذجي، إلخ.

بمعنى ما العديد من الأبحاث في اللسانيات الحديثة تهدف إلى الكشف عن الطبيعة الحقيقية لهذه المصطلحات وأهميتها، وعلى الرغم من أن مكانة دو سوسور في اللغويات والسيميائية الحديثة لا جدال فيها.

إلا أن بعض أفكاره بشكل عام أبعد ما يكون عن القبول بالإجماع، وأحدها هو الطبيعة التعسفية للغة، وما يسمى بالأول مبدأ التعسف السيميائي، وكان هناك تأمل لا نهاية له حول هذا المبدأ في الدائرة الأكاديمية، ومع ظهور وتطوير اللغويات الوظيفية واللغويات المعرفية وغيرها من التخصصات اللغوية هذا المبدأ تم فحصه بشكل كبير وواجه تحديات غير مسبوقة.

ويحاول علماء الاجتماع توضيح مفهوم مبدأ التعسف السيميائي من وجهات نظر مختلفة والدفاع عن الاعتقاد بأن التعسف هو المبدأ الأول والأساسي للغة العلامات من خلال توضيح العلاقة بين التعسف والمفاهيم الهامة الأخرى في اللغويات السوسورية، والتحكيم هو المبدأ الأول للتوقيع اللغوي من أجل فهم مبدأ التعسف السيميائي.

ويجب أولاً وقبل كل شيء أن يكون هناك فهم عميق لماهية العلامة اللغوية، ووفقًا لدو سوسور، فإن الإشارة اللغوية هي مزيج من مفهوم ونمط صوتي في العقل الترابطي، والمفهوم ليس كائنًا على الرغم من ارتباطهما الوثيق بذلك، وعندما يتم التحدث عن كائن فإنه دائمًا يثير انعكاس شيء ما في الأذهان.

وعندما يتم التفكير في شيء ما فإنه يشير دائمًا إلى شيء ما في العالم، لكن المفهوم هو مصطلح أكثر ملاءمة لأنه يمكن أن يشير ليس فقط إلى الأشياء المادية الملموسة في واقع العالم ولكن أيضًا تلك الأشياء المتخيلة أو الأفكار المجردة، مثل الجمال والقيمة، ونمط الصوت هو ليس في الواقع صوتًا جسديًا ولكن انطباع السامع النفسي عن الصوت كما يُعطى له من خلال أدلة حواسه، وهذان العنصران كلاهما سيكولوجيان بطبيعتهما، لذلك مبدأ التعسف السيميائي إذن كيان نفسي ذو وجهين ويستخدم لتوضيح اللافتة.

وبعد ذلك استخدم دو سوسور الدلالة والإشارة لتحل محل المفهوم ونمط الصوت على التوالي وطرح نظريته في التعسف فالارتباط بين الإشارة والدلالة تعسفي، ونظرًا لأنه يتم التعامل مع العلامة على أنها مجموعة يتم فيها استخدام ملف ترتبط الإشارة بدلالة، ويمكن التعبير عن هذا ببساطة أكثر على النحو أن العلامة اللغوية عشوائية ولا يوجد ارتباط داخلي.

على سبيل المثال بين فكرة التسلسل اللغوي للأصوات التي بمثابة إشارة لها، قد يتم تمثيل نفس الفكرة أيضًا من خلال أي تسلسل آخر للأصوات، ويتضح هذا من خلال الاختلافات بين اللغات، وحتى من خلال وجود لغات مختلفة.

ووفقًا لدو سوسور لا يوجد أساس منطقي لاختيار إشارة معينة للإشارة إلى دلالة معينة، وليست الخصائص الفيزيائية المتأصلة للإشارة هي التي تجعلها مناسبة لتمثيل دلالة مفهوم وليست خصائص الدلالة هي التي تجعلها تختار إشارة معينة لتمثيلها.

لذا فإن الإشارة اللغوية اعتباطية لأنه لا يوجد اتصال جوهري بين الإشارة والدلالة، أو العلاقة بين نمط الصوت والمفهوم الذي يشير إليه نمط الصوت هو أمر تعسفي، وفي مصطلحات دو سوسور ما يسمى بتعسف الإشارة اللغوية يعني ببساطة أنها غير محفزة وهذا يعني الإشارة اعتباطية بالنسبة لدلالتها، والتي ليس لها علاقة طبيعية في الواقع.

النقاط الأساسية في تعريف مبدأ التعسف السيميائي لدو سوسور

باختصار تم تضمين ثلاث نقاط أساسية في تعريف مبدأ التعسف السيميائي بواسطة دو سوسور حيث تتكون العلامة اللغوية من عنصرين، إشارة ودلالة وكل من الإشارة والدلالة نفسيان، لذا فإن الإشارة هي كيان نفسي من جانبين الاتصال بين الإشارة والدلالة التعسفية أو غير محفزة.

وتجدر الإشارة هنا إلى التحذير من أن التعسف لا يعني حرية اختيار المتحدث للإشارة، ويرتبط مبدأ التعسف السيميائي ارتباطًا وثيقًا باتفاقية اللغة، والتي يُعنى بها جميع أعضاء الخطاب حيث يوافق المجتمع على استخدام إشارة معينة للإشارة إلى دلالة معينة، وبمجرد العلاقة بين الإشارة يتم إنشاء دلالة.

فهي لا تخضع لأي تأثير شخصي وهي واجبة على المتحدثين في مجتمع خطاب معين للمتابعة من أجل التواصل مع الآخرين والعمل في المجتمع، ولا يقتصر مبدأ التعسف السيميائي على العلاقة بين الإشارة والدلالة فالإشارة والدلالة نفسها هي تعسفية في طبيعتها، ولم يتم ذكر هذا بشكل مباشر من قبل دو سوسور في مقرره بشكل عام اللسانيات ولكن ضمنيًا من خلال شرحه لقيمة الإشارة، ويقول إن الإشارة والدلالة تعسفيان حيث لا توجد علاقة واحدة لواحد بينهما بلغة واحدة أو عبر لغات مختلفة.

وبشكل أكثر تحديدًا يمكن استخدام أنماط أو إشارات صوتية مختلفة ترمز إلى نفس المعنى، ويمكن ترميز المفاهيم أو الدلالات المختلفة بنفس الإشارة، بالإضافة إلى ذلك في بعض الأحيان قد يتم ترميز دلالة مفاهيم مختلفة أو أكثر من خلال إشارة واحدة في لغة واحدة ولكن بإشارات مختلفة وبلغة أخرى.

وتقدم العديد من الأمثلة أن اللغات المختلفة تستخدم إشارات مختلفة لتصنيف العالم إلى فئات مختلفة، فليست فقط الإشارات المختارة من قبل لغة معينة اعتباطية ولكن أيضًا الدلالات، ونتيجة التصنيف تعسفي في الواقع تشير الطبيعة التعسفية للإشارة إلى النسبية اللغوية.

فكل لغة لها عدد محدد من الأصوات والقواعد لمجموعاتها، والتي تستخدم تصنيف لتقطيع العالم في مختلف الطرق، فالبشر يعيشون في نفس العالم لكن اللغات التي يتحدثونها تصنف العالم بطرق مختلفة.

والكلمات والتداخلات المتعلقة بالطب البشري لمكافحة التحكيم في أي لغة يمكنها تقديم اعتراضين ضد المبدأ القائل بأن الإشارات اللغوية تعسفية واحد هو الكلمات المحكية والآخر هو التعجب، وظهرت الكلمات المحكية عن طريق تقليد الأصوات الطبيعية، وتساعد هذه الكلمات في تكوين صور ذهنية عن الأشخاص أو الأشياء أو الأماكن التي يتم وصفها.

يمكن تقسيم الكلمات المحكية إلى مجموعتين الكلمات المحكية الأولية والكلمات المحكية الثانوية، الأول يعني تقليد الصوت بالصوت، وعلى وجه التحديد الصوت هو حقًا صدى للحس ونفسها هي تجربة صوتية يتم تقليدها بشكل أو بآخر من خلال التركيب الصوتي للكلمة، وبالكلمات المحكية الثانوية فإن المرء يعني أن بعض الأصوات والتسلسلات الصوتية ترتبط بحواس معينة في علاقة تعبيرية.

بمعنى آخر هذه الأصوات لا تفعل ذلك وتثير تجربة صوتية ولكنها حركة أو بعض الصفات المادية أو المعنوية، وعادة ما تكون غير مواتية، وهؤلاء المصطلحات المحكية لها عناصر مشتركة معينة.

المصدر: السيميولوجيا والسرد الأدبي، صالح مفقود، 2000ما هي السيميولوجيا، ترجمة محمد نظيف، 1994الاتجاه السيميولوجي، عصام خلف كاملسيمياء العنوان، بسام قطوس، 2001


شارك المقالة: