معركة صخرة جربيرة الأموية

اقرأ في هذا المقال


كان عهد المنصور بن أبي عامر الملقب بالحاجب المنصور (369-392 هـ) عصرًا ذهبيًا لدولة الأندلس الإسلامية، حيث رفع البطل الشجاع في عصره راية الجهاد عالياً ولم ينزلها مرة واحدة. اتبع الحاجب المنصور أسلوب جهاد الصليبيين الإسبان حملة في الصيف وحملة في الشتاء.

والحاجب المنصور هو أبو عامر محمد بن أبي عامر، كان يطلق عليه لقب الحاجب المنصور هو قائد عسكري أندلسي ورجل مهم من رجال الدولة الأموية،  وكان مستشارا لخلافة الدولة الأموية في الأندلس، وحاجب الخليفة هشام المؤيد بالله والحاكم الفعلي للخلافة.

متى وقعت معركة صخرة جربيرة

هي معركة وقعت بالقرب من إسباينوزا دي كيرفيرا عند صخرة جربيرة في (24 شعبان 390 هـ) وكانت بين ملك قشتالة وملك نافازا، وجيش الدولة الأموية في الأندلس بقيادة الحاجب المنصور، وكانت نتيجها لصالح الدولة الأموية.

أحداث معركة صخرة جبريبرة

يُذكر أن سبب المعركة كان أن كونت قشتالة نقض العهد مع الحاجب المنصور ولم يدفع الجزية وأراد مساعدة كونت نافارا والذي قام المنصورة بحملة عسكرية ضده، وعندما سمع الحاجب المنصور بذلك جهز حملته العسكرية لتأديبهم. في عام (387) م، غزا منصور بن أبي عامر مدينة سان جاكوب وهي العاصمة الدينية لإسبانيا وأقدس موقع للمسيحيين الإسبان، وكانت ضربة قوية وعنيفة للصليبين في اسبانيا، اجتمع الملوك والأمراء المسيحيين وجهزوا جيشًا كبيرًا بقيادة ملك قشتالة «سانشوجرسيا».

وكان معظم الجيش المسيحي من البشكنس على الرغم من عداوتهم مع قشتالة، إلأ أنهم اجتمعوا من أجل قتال المسلمين، وتعاهدوا على القضاء على الحاجب المنصور وذلك من أجل نصرة الصليب المسيحي، تحرك الجيش المسيحي باتجاه وادي دويرة بالقرب من المنطقة الوعرة التي تسمى صخرة جبريبرة.

كانت طريقة منصور في القتال تعتمد على مبادرة العدو للقتال قبل أن تتصاعد قوتهم وعندما وصل إلى صخرة جبريبرة تفاجأ بالجيش الكبير ووعورة المنطقة، وانقض الجيش المسيحي على ميمنة وميسرة الجيش الأموي، وأحدث خلل في صفوف المسلمين، هرب كثير من المسلمين من المعركة وكاد جيش المسلمين يسقط، لولا ثبات قلب الجيش الذي كان بقيادة نجلي منصور عبد الملك وعبد الرحمن، وكان الجيش يتكون معظمه من البربر الأقوياء.

صمد قلب جيش المسلمين، بعد مواجهتهم للقتال العنيف وخلال المعركة تمكن زعيم من الأمازيغ من قتل أحد كبار قائدة الجيش الاسباني وبذلك ارتفعت معنويتهم، وبدأت المعركة تتغير لصالح المسلمين واستطاعوا هزيمة المسيحيين وفر منهم من فر وتم أسر الكثير منهم، استمر الحاجب المنصور بالزحف في أراضي قشتالة، حتى وصل عاصمتها، وفتح في طريقه بنبلونة عاصمة نافار، وبذلك كان قد تمكن من فتح الأندلس من أدناها لأقصاها.

المصدر: تاريخ الأمم الإسلامية 1-2: الدولة الأموية (1969). محمد الضخري بك. المكتبة التجارية الكبرىالدولة الأموية: من الميلاد إلى السقوط (2006). محمد قباني. دار الفاتح - دار وحي القلم. تاريخ المسلمين في الأندلس للدكتور محمد سهيل طقّوش عنَّان، مُحمَّد عبدُ الله (1990م). دولة الإسلام في الأندلس، العصر الثالث، القسم الثاني (الطبعة الثانية). القاهرة - مصر: مكتبة الخانجي.


شارك المقالة: