أثر المعنويات في المجتمع

اقرأ في هذا المقال


بعد أن هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة، بدأ النبي ببناء أساسيات للمجتمع الإسلامي الجديد.

وكان للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حكم وتدابيرعدّة أرسى سيدنا محمد في بناء قواعد المجتمع الإسلامي الجديد، حيث كانت صورة النبي ظاهرة مبينة ومثيرة للمعاني العدّة التي كان يتمتع بها أولئك الأمجاد بفضل صحبة سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان النبي محمد يجهّز أهم الأساسيات لبناء مجتمع قوي، لذلك فإنّ النبي عليه السلام كان يتعهد بالتعليم والتربية وهي الأساس لبناء أي دولة أو نظام، وكان النبي عليه السلام يتعهد بتزكية النفوس ويقوم بالحث على مكارم الأخلاق، ويعلمهم آداب الود والإخوة والمجد والشرف أيضاً، وكان يعلمهم أيضاً العبادة والطاعة ويتكلم عن أهميتها.

في يوم سأل أحد الرجال سيدنا محمد عليه السلام وقال له: (أيُّ الإسلام خير، فقال سيدنا محمد: تطعم الطعام ، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
هاجر النبي عليه السلام إلى المدينة وعندما دخل إليها، جاء رجل اسمه عبد الله بن سلام يريد أن يعرف النبي ويراه، وعندما رآه عرف وعلم أنّ وجه النبي عليه السلام ليس بذلك الوجه الكاذب، فكان أول ما قاله النبي عليه السلام عندما دخل للمدينة: (يا أيّها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصِلوا الأرحام، وصلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام).

– وكان سيد الخلق سيدنا محمد يقول: (لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه)، ممّا يدل على أنّ النبي أهتمّ بالجار أيضاً.
– ويقول أشرف الأنبياء والمرسلين: ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده)، حيث يدل هذا الكلام من النبي عليه السلام على أهمية حفظ اللسان، وخاصة في تعامل المسلمين مع بعضهم.
– وكان أشرف الناس يحث على أن يكون المسلم محباً لأخيه حتى أكثر من حبّ الشخص لنفسه، فقال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
– وتكلّم النبي على أهمية توحيد الصفوف وعلى أنّ الضرر لشخص واحد هو أمر ضار لبقية أفراد المجتمع، ويقول نبينا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: (المؤمنون كرجل واحد، إن اشتكى عينه اشتكي كله، وإن اشتكى رأسه اشتكي كله)،ويقول خير الخلق: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضاً ).
وجاء سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام في أحاديثه بعدة أمور أمرنا بها، فقد أمر النبي عليه السلام أن لا نتباغض، وأن نبعد الحسد والحقد عنَّا، وقد أمر أن لا نتدابر، وأن نكون عباد الله إخوانا، وطلب النبي أن لا يهجر المسلم أخاه المسلم أكثر من ثلاثة أيام.
وكان أشرف الخلق يستمر في بناء قواعد الأخوة في المجتمع الإسلامي ويقويها أكثر فأكثر، من خلال عدّة أمور حثّ عليها تجعل القلوب مترابطة وتزيد من محبّة الناس لبعضهم البعض، وتبعد عنهم الشَّحن والبغضاء والحقد والحسد والنميمة، وتقرِّب الناس إلى الله أكثر، حيث كان يتحدث ويقول أنّ المسلم أخو المسلم لا يقوم بظلمه ولا يسلمه، وأنّ من كان في حاجة لأخيه كان الله في حاجته، وأنّه من فرّج عن مسلم كربة أو مصيبة فإنّ الله سيفرج عنه كربة من كربات يوم الحساب.
واستمر النبي عليه السلام بذلك النهج الإسلامي الصحيح والسليم، والذي دائماً ما كان يدعوا إلى الأمن والسلام والمساعدة وتقديم الخير، وحث على ستر وإخفاء عيوب بعضنا البعض، حيث قال عليه الصلاة والسلام (أنّ من ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة).

فكان النبي دائماً يوصي بالرّحمة، وقد وصفه الله بالنبي والملخوق الذي يتصف بالرّحمة، وأنّ الله أرسل النبي عليه السلام ليكون رحمة للعالمين، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: ( ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء).

وكان يوصي النبي عليه الصلاة والسلام بالجار ويحثّ على قوة الترابط مع الجار، ويقول خير الخلق أيضاً: ( ليس المؤمن بالذي يشبع وجاره جائع إلى جانبه).

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: