أدلة نزول القرآن على سبعة أحرف

اقرأ في هذا المقال


لمّا خلق الله الخلق، جعل لكل منهم شرعة ومنهاجاً، وكان للعرب لهجات متعددة، اكتسبوها من فطرتهم، واقتبسوا بعضها من جيرانهم، وكانت لغة قريش لها الصدارة والذيوع لأسباب عدّة، منها اشتغالهم بالتجارة، ووجودهم عند بيت الله الحرام، وقيامهم على السدانة والرفادة، وكان القرشيون يقتبسون بعض اللهجات والكلمات التي تعجبهم من غيرهم، وكان من الطبيعي أن ينزل الله أحكم الحاكمين القرآن باللغة التي يفهمها العرب؛ لتيسير فهمها، وللإعجاز والتحدي لأرباب الفصاحة بالإتيان بسورة أو بآية، وتيسير قراءته وفهمه وحفظه لهم؛ لأنّه نزل بلغتهم كما قال تعالى: ﴿إِنَّاۤ أَنزَلۡنَـٰهُ قُرۡءَ ٰ⁠ نًا عَرَبِیࣰّا لَّعَلَّكُمۡ تَعۡقِلُونَ﴾ صدق الله العظيم[يوسف ٢].

الأدلة:

أولاً: روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما حدثه أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: أقرأني جبريل على حرف فراجعته فلم أزل أستزيده ويزيدني حتى انتهى إلى سبعة أحرف، قال ابن شهاب: بلغني أنّ تلك السبعة في الأمر الذي يكون واحداً، لا يختلف في حلال وحرام.

ثانيا: روى البخاري عن عروة بن الزبير عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ (سورة الفرقان) على غير ما أقرؤها وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم أقرأنيها فكدت أن أعجل عليه ثم أمهلته حتى انصرف ثم لببته بردائه فجئت به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله: إنّي سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أرسله اقرأ فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هكذا أنزلت ثم قال لي اقرأ فقرأت فقال هكذا أنزلت إنّ هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف فاقرؤوا ما تيسر منه.

ثالثاً: روى مسلم عن أبي بن كعب : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل عليه السلام فقال : إنّ الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرف ; فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمتي لا تطيق ذلك. ثم أتاه الثانية فقال : إن الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على حرفين ; فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإنّ أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الثالثة فقال : إنّ الله يأمرك أن تقرأ أمتك القرآن على ثلاثة أحرف ; فقال : أسأل الله معافاته ومغفرته وإن أمتي لا تطيق ذلك . ثم جاءه الرابعة فقال : إنّ الله يأمرك أن تُقرأ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيّما حرف قرؤوا عليه فقد أصابوا.

المصدر: زبدة الاتقان في علوم القرآن – محمد بن علوي المالكيمباحث في علوم القرآن – حسين صالح حمادة موجز علوم القرآن – الدكتور داوود العطار. محاضرات في علوم القرآن – فضل حسن عباس


شارك المقالة: