من هو الإمام النّوويّ؟

اقرأ في هذا المقال


اسمهُ ونسبهُ

هو: الإمام المحدّث الفقيه أبوزكريا يحيى بن شرف الحزامي النّوويّ، من فقهاء الشافعيّة، رحمهم الله جميعاً، كان يُدعى بمُحيي الدّين، ولا سيّما من علماء عصرهِ رحمهم الله جميعاً، ولكن كان يكرهُ ذلك ويقول أنّ الدين حيٌّ من الله حتى الساعة، من دون أن يحتاج أحدٌ ليُحييهِ.

مولدهُ ونشأته العلمية:

ولد الإمام النّوويّ ــ رحمه الله تعالى ــ في قرية نَوى عام 631 للهجرة النبوية، الموافق للميلاد سنة 1233 للميلاد، ونشأ في بيت عفاف وزهد وورع وتقوى، ولمّا أكمل إمامنا النّوويّ ــ رحمه الله ــ السابعة من عمره ظهرت عليهِ بعض علامات الكرامة، فقد استيقظ ليلة من اللَّيالي وأيقظ والدهُ وأهلهُ يسألهم عن ضوءٍ يراهُ في بيتهِ، فلم يشاهدوا شيئاً، فعرف أباه بأنّها ليلة القدر، وتعلَّق بابنهِ أكثر فأكثر، ولمّا تجاوز العاشرة من عُمرهِ، وضعهُ والدهُ في دُكَّان كانت لهُ يبيع ويشتري وكأنهُ أحد الكبار في التِّجارة والبيع والشراء، أخذ عالمنا النّوويّ وهو في الدُّكان يشتغل بالقرآن، ولا يكترث لأقرانهِ وهم يلعبون، بل أخذوا يزعجون إمامنا فيهرب منهم مردّداً من آيات كتاب الله عزو جل، وشاهدهُ مرّة العالم المشهور ياسين المراكشيُّ ــ رحمه الله ــ فأخبر من كان يُعلّمهُ القرآن بمنزلهِ للنّوويّ عندما يكبر، فلمّا أخبر والد النّوويّ رحمهما الله جميعاً، زاد تعلُّق والده بهِ فارتحل والدهُ بهِ إلى دمشقَ، فجلس إلى كتاتيب المسجد الأمويّ، ثم إلى الإمام تاج الدّين الفزاريّ فأخذ منهُ العلم، وبقي في دمشق ما يقارب الثلاثين عاماً .

كان الإمام النّوويّ ــ رحمه الله تعالى ــ مُحبّاً للعلم والعلماء، حفظ كثيراً من الكتب، وأخذ الفقه الشافعي دارساً، فتفقّهً مُبدعاً فيهِ، وسمع كثيراً من كتب الحديث كصحيح البخاريّ ومسلم، وموطأ مالك، ومُسند أحمد، وتولّى رئاسة دار الحديث التي أنشئت في العصر الأيوبيّ، وبقي الإمام النّوويّ بين مجالس العلم وطلبتهِ والحديث ومدوّنيهِ حتى توفاهُ الله.

شيوخهُ وتلاميذهُ:

تلقَّى الإمام النّوويّ ــ رحمهُ الله تعالى ــ العلم على يد كثير من الشيوخ والعلماء، من أمثال : الإمام إبراهيم الدمشقي، وأبوالفرج المقدسي، بالإضافة إلى علمائهِ في نوى ودمشق.

وأخذ عنهُ العلم كثيرٌ من طلاب العلم والعلماء، من أمثال : علاء الدّين بن العطّار، والحافظ جمال الدّين المزيُّ رحمهم الله جميعاً، وغيرهم كثير.

وفاته رحمهُ الله تعالى:

تُوفّي الإمام النّوويّ ــ رحمه الله تعالى ــ بعد رحلة علمية زاخرة بالعلم والمؤلفات بالرغم من صِغَر سنة، وكانت وفاته عام 676 للهجرة، الموافق للميلاد سنة 1277م ، ــ رحمه الله تعالى ــ وجزاهُ عنّا وعن الأمة الإسلامية خير الجزاء.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيتحفة الطالبين في ترجمة محيي الدين للعطّارالأربعون النوويّة للإمام النوويّ


شارك المقالة: