العمل بآداب المشي إلى الصلاة من أعظم ما يجلب الخشوع

اقرأ في هذا المقال


العمل بآداب المشي إلى الصلاة من أعظم ما يجلب الخشوع:

إذا عمل المسلم بالأداب المشروعة في المشي إلى الصلاة؛ فإن ذلك يكون من أسباب التوفيق للخشوع في الصلاة ومن هذه الأداب الاداب التالية:
1- أنّ يتوضأ في بيته ويُحسن الوضوء ؛ لحديث عمر رضي الله عنه يرفعه: “ما منكم من أحدٍ يتوضأ فيبلغ أو فيسبغ الوضوء، ثم يقول: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، إلا فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء. زاد الترمذي: ” اللهم إجعلني من التوابين، وإجعلني من المنطهرين” وفي النسائي: “سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك” ثم يصلي ركعتين بعد الوضوء؛ لحديث عقبة بن عامر، عن النبي صلى الله عليه وسلم : “ما من مسلم يتوضأ فيحسن وضوءه، ثم يقوم فيصلي ركعتين مقبل عليهما بقلبه ووجهه إلا وجبت له الجنة”؛ ولحديث إبن مسعودرضي الله عنه: “ما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى المسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة، ويرفعه بها درجة، ويحط عنه بها سيئه”. رواه مسلم.
2- يجب أن يتجنّب عن الروائح الكريهة؛ لحديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا، أو ليعتزل مسجدنا، وليقعد في بيته” وفي لفظ المسلم: “فإن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه الإنس” وفي لفظ المسلم “من أكل البصل والثوم والكراث، فلا يقربن مسجدنا؛ فإن الملائكه تتأذى مما يتأذى منه بنو أدم” متفق عليه.
3- يأخذ زينته ويتجمل؛ لقول الله تعالى: “يا بَني أدم خُذُوا زينتكم عِندَ كُلّ مَسجدٍ”؛ الأعراف:31. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : “إن الله جميل يحب الجمال” رواه مسلم.
4- يدعو دعاء الخروج من المنزل ويخرج بنية الصلاة؛ فيقول: “بسم الله توكلت على الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله” ” اللهم إني أعوذ بك أن أضل أو أضل، أو أزل، أو أزلّ، أو أظلم أو اظلم، أو أجهل أو يُجهل عليّ، :” اللهم إجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن شمالي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، وإجعل في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً وإجعل لي نوراً وإجعلني نوراً، اللهم أعطني نوراً وإجعل في عصبي نوراً، وفي لحمي نوراً، وفي دمي نوراً، وفي شعري نوراً، وفي بشري نوراً” جميع الألفاظ من صحيح البخاري.
5- أنّ لا يُشبك بين أصابعه في طريقهِ إلى المسجد ولا في صلاته؛ وذلك لحديث كعب بن عجرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم، قال: “إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوئه ثم خرج عامداً إلى المسجد فلا يشبكنّ بين أصابعهِ فإنهُ في صلاةٍ” رواه الترمذي.
6- يسيرُ إلى الصلاةِ وعليه السكينةُ والوقار؛ لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “إذا سمعتُم الإقامة فامشوا إلى الصلاة وعليكم السكينةُ والوقار ولا تُسرعوا، فأينما أدركتم فصلّوا، وما فاتكم، فأتموا، وفي لفظ، إذا أقيمت الصلاةُ فلا تأتوها تسعونَ وأتوها تمشون وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتموا” متفق عليه.
وفي هذا الحديث الحثُ على إتيان الصلاةِ بسكينةٍ ووقار، والنهي عن إتيانُها سعياً، سواء في صلاة الجمعة أو غيرها، وسواء خاف توفيته إحرامٍ أو غيرها، وقوله إذا سمعتَ الإقامة إنما ذكر الإقامة للتنبيهِ على ما سِواها؛ لأنه إذا نُهي عن إتيانها سعياً في حالِ الإقامةِ مع خوفهِ فوتَ بعضها فقبل ابإقامة الأولى، وأكدّ ذلك ببيان العلّة، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام: فإنّ أحدكم إذا كان يعمدُ إلى الصلاةِ فهو في صلاةٍ، وهذا يتناول جميع أوقات الإتيانِ إلى الصلاةِ وأكدّ ذلك تأكيداً آخراً فقال: فما أدركتم فصلّوا وما فاتكم فأتموا. فقد حصل فيه تنبيهٌ وتأكيد لئلا يتوهّم متوهمٌ أن النهي أن إنّما هو لمن لم يخف فوت بعض الصلاةِ، فصرّح بالنهي وإنّ فات من الصلاةِ ما فات، وبيّن ما يفعلُ فيما فات. شرح الإمام النووي على صحيح مسلم.
7- ينظر في نعليه قبل دخول المسجد، فإن رأى فيها أذى مسحهُ بالترابِ؛ وذلك لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، إذا جاء أحدكم المسجد فلينظرُ، فإذا رأى في نعليهِ قذراً أو أذى فليمسحهما وليُصلي فيهما، وتطهير النعلينِ، يكون بتمسيحهما بالتراب؛ وذلك لحديث أبو هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم، “إذا وطئ أحدكم بنعلية الأذى، فإنّ التراب له طهور”، وفي لفظٍ آخر “إذا وطئ الأذى بخفيةٍ فطهورهما التراب” رواه أبو داود.
8- يقدم رجلهُ اليُمنى عند دخول المسجدِ ويقول: أعوذُ بالله العظيم وبوجههِ الكريم، وسلطانهِ القديم، من الشيطان الرجيم”، بسم الله والصلاة، والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك؛ وذلك لحديث أبي حميد أو أبي أسيد، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “إذا دخلَ أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرجَ فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك” رواه مسلم.
9- يُسلم إذا دخل المسجدُ على من فيه بصوتٍ يسمعهُ من حوله؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “لا تدخلون الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أولا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحابتتم؟ أفشوا السلام بينكم” رواه مسلم. وقال عمار بن ياسر رضي الله عنه: “ثلاث من جمعهن فقد جمع الإيمان، الإنصاف من نفسك، وبذل السلام للعالم، والإنفاق من الإقتار” متفق عليه.
10- يُصلّي تحية المسجد، إذا كان المؤذن قد أذن بعد دخول الوقت صلى الراتبة إنّ كان للصلاة راتبة، فإن لم يكن لها راتبة قبلها فسنة ما بين الأذانينِ؛ وذلك لأن بين كل أذانين صلاة، وتجزئ عن تحية المسجد، فإنّ دخل المسجد قبل دخول وقت الصلاة صلّى ركعتين؛ وذلك لحديث أبي قُتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “إذا دخلَ أحدكم المسجدَ فلا يجلسُ حتى يُصلي ركعتين” متفق عليه.
11- ينوي انتظار الصلاة ولا يؤذي، فإذا كان في صلاةٍ ما وانتظر الصلاة، وتُصلّي عليه الملائكة قبل الصلاة وبعدها ما دام في مصلاه؛ وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلم قال: “لا يزالُ العبدُ في صلاةٍ ما كان في مصلاه ينتظرُ الصلاة وتقول الملائكةُ: اللهم اغفر له، اللهم ارحمهُ” متفق عليه.

المصدر: كتاب أسرار الصلاة، تأليف الطهطاوي.كتاب الخشوع في الصلاة، تأليف سعيد بن علي بن وهف القحطاني.كتاب أسرار الخشوع في الصلاة، تأليف محمد بن لطفي الصباغ.كتاب الخشوع في الصلاة، تأليف الكاتب ابن رجب الحنبلي.كتاب فقه الطهارة والصلاة، تأليف الدكتور يوسف الشبيلي.


شارك المقالة: