النبي في المجتمع الإسلامي

اقرأ في هذا المقال


واستمر خير خلق الله في تأسيس القواعد الإسلامية وبنائها، وكان يحثّ على إبعاد الأذى عن الطرقات، حيث كان النبي يجعل إماطة وإزالة الأذى عن الطريق بأجر الصدقة، ويعد ذلك الأمر شعبة من شعب الإيمان.
وكان سيد الخلق يحث على الإنفاق والتصدق لما له من أهمية كبرى وفضل كبير، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (الصدقة تطفئ الخطايا كما يطفي الماء النار).
وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يحثّ المسلمين على أن يساعد المسلم أخاه المسلم في كل المجالات إن كان قادراً على ذلك، قال خير خلق الله: ( أيّما مسلم كسا مسلماً ثوباً على عري كساه الله من خضر الجنة، وأيّما مسلم أطعم مسلماً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة، وأيّما مسلم سقى مسلماً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم).

وبعد كل ذلك وبجانب كل تلك الأمور كان النبي يحثّ بشدة كبيرة على ذكر فضائل الصّبر والقناعة، كما كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يبين الفضائل في العبادات وما لها من أجر وثواب عند الله، وبتلك القواعد الإسلامية العظيمة التي أسّسها النبي في طريق الفكر عند المسلمين، استطاع النبي عليه السلام أن يهذِّب أفكار المسلمين والصحابة، وأن يرفع من معنوياتهم، وأن يظهر مواهبهم ، بتزويدهم بأعلى القيم، حتى وصل المسلمون والصحابة إلى قمّة من الكمال الخلقي عرفه التاريخ البشري بعد الرُّسل والأنبياء.

وكان الرسول محمد صلى الله عليه وسلم القائد الأعظم، يتصف ويتمتع بالكثير من الصفات المعنوية والظاهرة من الكمالات والأمجاد والفضائل أيضاً، واتصافه بمكارم الأخلاق وحسن الأعمال، وكانت تلك الصفات سبباً في جعل القلوب تهوى النبي، وتتفانى عليه كل النفوس والقلوب وتهواه، فكان كلّما يتكلم بكلمة إلّا وهمّ الصحابة والمسلمون إلى امتثال وفعل ما يقوله النبي، وكان كلّما يصدره النبي من إرشادات أو أي توجيه إلّا وكانوا يتسابقون إلى العمل به.

وبهذه الأفعال والأقوال والقواعد استطاع سيدنا محمد أن يأسِّس في المدينة المنورة مجتمعاً جديداً قوياً متماسكاً، يُعتبر أعظم وأروع وأشرف مجتمع عرف في التاريخ البشري، واستطاع أن يضع حلاً لأيّ مشكلة في هذا المجتمع مهما كانت، وبمثل تلك القواعد الصحيحة والسليمة تكاملت وتوافقت كل العناصر في المجتمع الجديد، والذي استطاع أن يواجه هذا المجتمع كل الصعوبات التي واجهته والتغلب عليها، وقام بتحويل مجرى التاريخ والأيام بشكل كبير ولكن إلى الأفضل.

المصدر: الرحيق المختوم/ صفى الرحمن المباركفورينور اليقين/محمد الخضريمختصر الجامع/ سميرة الزايد


شارك المقالة: