النبي محمد يعين أميراً لمكة المكرمة الصحابي عتاب بن أسيد رضي الله عنه 

اقرأ في هذا المقال


أمير مكة المكرمة عتاب بن أسيد رضي الله عنه:

من المعروف أن مكة المكرمة هي مدينة كبيرة، وأن لها منزلة عظمية عند المسلمين، حيث أنّ فيها وحولها توجد كل مقدسات دين الإسلام والمشاعر التي يحج إليها المسلمون.

فقد أصدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف قبل مغادرته لها، مرسوماً عين بموجبه حاكماً لها، عتاب بن أسيد الزهري رضي الله عنه، وكان شاباً في حوالي الثالثة والعشرين من عمره.

وقد اختاره النبي محمد صلى الله عليه وسلم الكريم بالرغم من صغر سنه وشباب عمره، ورغم أنّه لم يسلم إلّا يوم الفتح الكبير فتح مكة المكرمة، اختاره من بين جميع أشراف مكة المكرمة وساداتها، وذلك لأنّه راجح العقل، حسن الإسلام، وسيد مطاع بين قومه وناسه، ويتمتع باحترام كبير بين رجال وإشراف قبيلة قريش.

وقد أبقى نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم عتاب بن أسيد رضي الله عنه  أميراً على مكة المكرمة حتى التحق النبي  صلى الله عليه وسلم الكريم الشريف بالرفيق الأعلى.

وعندما هم أهل مكة المكرمة بالارتداد عن دين الله الإسلام، وذلك عقب موت نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم، وقف أمير مكة المكرمة الشاب الصحابي الجليل عتاب رضي الله عنه، وكان صاحب موقف حازم، حيث وقف موقفاً مشرفاً، دل على متانة دينه وشدة إخلاصه للمسلمين والإسلام.

وكان أهل مكة المكرمة أثناء حياة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم قد شكوا النبي الله الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم شدة أميرهم عتاب عليهم، وكان عتاب رضي الله عنه صلب الإيمان شديداً على أهل الريبة.

فقد جاء وذكر في كتاب الإصابة لابن حجر ما ورد عن شدة الأمير عتاب رضي الله عنه وشكوى أهل مكة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام عنه، حيث ورد: “أن الرسول صلى الله عليه وسلم ولى وأمر عتاب إمارة مكة المكرمة، وهو ابن نيف وعشرين سنة، وعن الصحابي الجليل رضي الله عنه أنس بن مالك: أن عتاباً رضي الله عنه كان شديداً على المريب، ليناً على المؤمن منهم، وكان يقول: والله لا أعلم متخلفاً عن هذه الصلاة إلا ضربت عنقه، فإنه لا يتخلف عنها إلا منافق، دليل على شدته وانه لا يخشى احد منهم”.

وذكر في كتاب الإصابة لابن حجر عن رد النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم على شكوى أهل مكة عن الصحابي الأمير عتاب رضي الله عنه: “فقال أهل مكة المكرمة: يا نبي الله العظيم صلى الله عليه وسلم، استعملت على أهل الله أعرابياً جافياً وهو عتاب، فأجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم، مزكياً هذا الشاب الطيب المؤمن القوي الصالح: إني رأيت فيما يرى النائم أنه ( أي عتاب بن أسيد ) أتى باب الجنة فأخذ بحلقة الباب فقعقعها، حتى فتح له ودخل”.

وروي عن ابن عباس رضي الله عنه  في تفسير قوله تعالى:(وأجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً) أنّه قال:” هو عتاب بن أسيد رضي الله عنه  وقال ابن هشام : وبلغني عن زيد بن أسلم أنه قال: لما استعمل نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم  الشاب الصالح عتابا بن أسيد رضي الله عنه  على مكة المكرمة رزقه كل يوم درهماً، فقام فخطب بالناس، فقال: أيها الناس أجاع الله كبد من جاع على درهم، فقد رزقني نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم درهماً كل يوم، فليست لي حاجة إلى أحد منكم”.

وكما عين النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قبل انصرافه إلى المدينة الشاب عتاب بن أسيد رضي الله عنه أميراً على مكة المكرمة، وهو أول أمير مسلم يتولى شؤونها، خلف كذلك معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري رضي الله عنهما في مكة يعلمان الناس القرآن والحكمة والفقه في الدين.

وقد قال نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم الكريم للأمير الشاب عتاب بن أسيد رضي الله عنه يوصيه بأهل مكة: “أتدري على من استعملتك؟ قال: الله ورسوله أعلم، قال: استعملتك على أهل الله، بلغ عني أربعة، لا يصلح شرطان في بيع ولا بيع وسلفولا بيع ما لم يضمن، ولا تأكل ربح ما ليس عندك.

المصدر: • صحيح السيرة النبوية : محمد بن ناصر الدين الألباني ( ت 1420 هـ ).• الرحيق المختوم : صفي الرحمن المباركفوري (ت 1427 هـ ).• فقه السيرة : محمد الغزالي (ت 1416 هـ )• فقه السيرة النبوية : للدكتور محمد سعيد رمضان البوطي .


شارك المقالة: