حديث في أعظم الذنوب

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ الله تعالى الإنسانَ واستخلفهُ في الأرضِ ليعمرها بطاعةِ اللهِ والبعدِ عنْ معصيته، وجعلَ الدّنيا دار امتحانٍ وابتلاءٍ له، فمنْ ملأ دنياهُ بالطّاعةِ نجا في الآخرةِ، ومنْ لوّثها بالمعاصي هلكَ وخرجَ منْ دائرةِ الفطرةِ الّتي فُطرَ عليها، وإنَّ من المعاصي ما عدّها النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ منَ المهلكاتِ وبيّنها في الحديثِ النّبويِّ، وسنعرضُ حديثاً في بيانِ أعظمِ الذّنوبِ.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عمرو بنُ عليٍّ، حدّثنا يحيى، حدّثنا سفيانُ، قالَ: حدّثني منصورٌ وسليمانُ، عنْ أبي وائلٍ، عنْ أبي ميسرةَ، عنْ عبدِ اللهِ رضيَ اللهُ عنه، قال: قلتُ: يا رسولَ اللهِ أيُّ الذّنبِ أعظمُ؟ قال: “أنْ تجعلَ لله ندّاً وهوَ خلقكَ”. قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: “أنْ تقتلَ ولدكَ منْ أجلِ أنْ يطعمَ معكَ” قلتُ: ثمَّ أيٌّ؟ قال: “أنْ تزاني حليلةَ جاركَ”)). رقمُ الحديث:6811.

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ المذكورُ يوردهُ الإمام محمّدُ بنُ إسماعيل البخاري في الصّحيحِ في كتابِ المحاربينَ منْ أهل الكفر والرّدّةِ، بابُ: ( إثمِ الزّناةِ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عبدُ اللهِ بنِ مسعودٍ الهذليُّ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ المكثرينَ منَ الصّحابةِ، أمّا بقيّةُ رجالِ سندش الحديث

  • عمرو بن عليٍّ: وهوَ أبو حفصٍ الفلّاسُ، عمرو بنُ عليٍّ الصّيرفيُّ (ت:249هـ)، وهوَ من ثقاتِ الرّواية للحديث منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى بيانِ معاصٍ منْ أعظمِ الذّنوبِ إلى الله تعالى، وقدْ بيّنَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ في الحديث ومنها:

  • الشّركُ بالله: وهوَ أنْ تجعل لله ندّاً وشريكاً في الاعتقادِ والتّوجّهِ، وقدْ قرنها الله تعالى بخلقِ الله تعالى لأنّهُ نكرانٌ لجميلِ خلقِ الله تعالى، فيشركُ به وهوَ الّذي أوجدهُ.
  • قتلُ الولدِ خشيةَ الفقر: وقتلُ الولدِ خشيةَ الفقر منْ أعظمِ الذّنوبِ عندّ اللهِ لأنّهُ اقترفَ جريمة قتل النّفسِ وقطعَ رحِمهُ وكانَ بذلكَ في منتهى البخلِ وعدمِ التوكّلِ على الله في الرّزقِ.
  • الزّنا بزوجة الجارِ: والزّنا بزوجةِ الجارِ منْ أعظمِ الذّنوبِ، ومنْ أعظمِ صورِ الزّنا، لأنَّ الجارَ عليه أنْ يذودَ عنْ عرضِ جارهِ ولا يخونُهُ، فكانَ ذلكَ منَ الذّنوبِ العظيمةِ لعظمِ خيانتهِ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الشّركُ باللهِ منْ أعظمِ الذّنوبِ.
  • يجبُ على المسلمُ التوكّلَ على اللهِ في الرّزقِ ولا يخشى الفقرِ بسبب الأولاد.
  • المؤمنُ يذودُ عنْ عرضِ جاره ولا يخونُه.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للإمام الذّهبيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: