حديث في أوامر سبع ونواهي سبع

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ رسولُ اللهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مُنَظِّماً لأمورِ النَّاسِ منْ خلالِ تبيانِهِ لشريعةِ الإسلامِ، وكانَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ لا يتركُ شيئاً منْ أمورِ الشَّرعِ إلَّا بيَّنهُ للنَّاسِ، وسنعرضُ حديثاً في أوامرٍ سبعةٍ ونواهي سبعه منهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا أبو الوليدِ، حدَّثنا شعبةُ، عنِ الأشعثِ، قال: سمعتُ معاويةَ بنَ سُويدِ بنِ مُقَرِّنٍ، عنِ البراءِ رضيَ اللهُ عنهُ قال: أمرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ بسبعٍ ونهانا عنْ سبعٍ: أمرنا باتِّباعِ الجنائزِ، وعيادةِ المريضِ، وإجابةِ الدَّاعي، ونصرِ المظلومِ، وإبرار القسمِ، وردِّ السَّلامِ، وتشنيتِ العاطسِ، ونهانا عنْ آنيةِ الفضَّةِ، وخاتمِ الذّهبِ، والحريرِ، والدِّيباجِ، والقسِّيِّ، والإستبرقِ)). رقمُ الحديثِ: 1239. وفي روايةٍ للبخاريِّ عدَّ السابعة وهي (المياثر).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الجنائزِ، بابُ الأمرِ باتِّباعِ الجنائزِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ البراءِ، وهوَ البراءُ بنُ عازبٍ الأنْصاريُّ، منْ لرواةِ الحديثِ النَّبويِّ منَ الصَّحابةِ رضيَ اللهُ عنهم، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • أبو الوليدِ: وهوَ هشامُ بنُ عبدِ الملكِ الباهليُّ (133ـ227هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • الأشعثُ: وهوَ أبو يزيدَ، الأشعثُ بنُ أبي الشَّعثاءِ الكوفيُّ (125هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • معاويةُ بنُ سويدٍ: وهوَ أبو سُويدٍ، معاويةَ بنُ سويدِ بنِ مُقرِّنٍ المزني الكوفيُّ، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى أوامرٍ سبعةٍ أمر بها النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وهيَ:

  • اتباعُ الجنائزِ: وهيَ اتباعُ جنازةِ الميتِ المسلمِ والصَّلاةِ عليهِ ومشاركةِ المسلمينَ في ذلكَ.
  • عيادةُ المريضِ: وعيادتهُ أي زيارتهُ والإطمئنانُ عليهِ لما لها منْ أثر في تخفيفِ ألمهِ ونشرِ الودِّ والألفة.
  • إجابةِ الدَّاعي: ومعناها  قبولُ دعوةِ المسلمِ لأخيهِ في فرحٍ أو مناسبةٍ، وقبولها يعني نشر الودِّ.
  • نصرُ المظلومِ: ويكونُ ذلكَ ب1إرجاعِ الحقِّ إلبهِ وقولُ الحقِّ في ذلكَ.
  • إبرار القسم:  أي تنفيذُ الحلفِ وانفاذُ العهد.
  • ردُّ السَّلامِ: أي إلقاءُ تحيَِّ الإسلامِ بينَ المسلمينِ.
  • تشميت العاطس: ومعناهُ الدُّعاءُ لهُ بالفرجِ والمغفرة.

أمَّا النَّواهي الّتي نهى عنها النَّبيُّ في الحديثُ: فهي:

  • آنية الفضَّةِ: لما فيهِ منَ علاماتِ البذخِ.
  • خاتم الذهب: ولبسهُ المحرَّمِ يكونُ للرَّجل.
  • الحرير: ولبسه أيضاً تحريمُهُ للرِّجالِ لأنَّهُ لا يناسبُ طبيعةِ الرَّجلِ وخشونتهِ.
  • الدِّيباجُ: وهو لباسٌ فيهِ شيءُ منَ الحرير.
  • القسِّيُّ: وهوَ نوعُ منْ ثيابِ الحريرِ مضلَّعةٌ.
  • الإستبرق: والإستبرق نوعُ منَ الثِّيابِ الّتي فيها حرير ومدعاةُ للخيلاء.
  • المياثر: وهوَ ما يوضعُ على ظهرِ الدَّابةِ منَ الحريرِ وما فيهِ منَ الدَّعوةِ للخيلاء.

ما يرشدإليه الحديث:

  • أوامرُ النَّبيِّ تشريعُ وجبَ الأخذُ بها.
  • نواهي النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تشريعُ وجبَ الإبتعادُ عنْها.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: