حديث في الإسراع بالجنازة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ خلقَ الله تعالى الموتَ على ابنِ آدمَ وجعلَ منَ السنن الكونيّة أنْ يوارى في التّرابِ بعدَ الموتَ، ولقدْ علّمَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ أصحابهُ منْ أحكامِ الجنازةِ في الإسلامِ ومنها الإسراعُ في الدّفنِ وفي حملِ الجنازةِ، وسنعرضُ حديثاً في الدّعوةِ إلى الإسراع بالجنازة.

الحديث

أوردَ الإمام التّرمذيُّ يرحمهُ الله في السنن: ((حدّثنا أحمدُ بنُ منيعٍ، قال: حدّثنا سفيانُ بنُ عيينةَ، عنِ الزّهريِّ، سمعَ سعيدَ بنَ المسيّبِ، عنْ أبي هريرةَ يبلغُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، قال: “أسرعوا بالجنازةِ، فإنْ يكنْ خيراً تقدّموها إليه، وإنْ يكنْ شرّاً تضعوهُ عنْ رقابكم”)). حكمُ الحديثِ صحيحٌ ورقمهُ: (1015).

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ النّبويُّ المذكورُ يوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيُّ في الجامع الصّحيح في أبوابِ الجنازةِ عنْ رسولِ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، بابُ ما جاءَ في الإسراعِ بالجنازة، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهو عبدُ الرّحمنِ بنُ صخرٍ الدّوسيُّ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديث، أمّا بقيّةُ رجالِ السّندِ:

  • أحمدُ بنُ منيعٍ: وهوَ أبو جعفرٍ الأصمُّ، أحمدُ بنُ منيعِ بنِ عبدِ الرّحمنِ البغويُّ (160ـ244هـ)، وهو منْ ثقات الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى حكمْ منْ أحكامِ الجنائزِ في الإسلامِ، وهوَ الإسراعُ بالجنازةِ، وقدْ بيّن النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ ذلكَ وبيّن للصّحابةِ أنّ في تقديمها والإسراعُ بها خيرٌ للميّتِ إذا كانَ منْ أهل الخير والعملِ الصّالح والإيمانِ وذلكَ بالإسراعِ به إلى ما ينتظرهُ منَ النّعيمِ، أمّا إنْ كانَ منْ أهل الباطل فالخيرُ يعودُ على حامليها بالتّخفيف في حملهم لها، وقدْ ذهبَ أهلُ العلمِ إلى الاستحبابِ في الاستعجالِ وليسَ الوجوب، كما يؤخذُ منْ هذا الحديثُ الإسراعُ في الدّفن وعدمِ المماطلةِ به، كما أنّ الإسراعَ لا يكونُ مفرطاً كي لا يقع الضّرر بالميّت وحامليه، والله تعالى أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • الإسراعُ في الجنازةِ وعدمُ البطؤ بها.
  • الإسراع بالجنازة مستحبّ وهوَ خيرٌ للميّت المؤمن.

المصدر: الجامع الصحيح للإمام التّرمذيتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لعبد الرحمن المباركفوريسير أعلام النّبلاء للإمام الذّهبيكتاب الثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: