حديث في الرّخصة في المطر

اقرأ في هذا المقال


لمْ يكنِ الإسلامُ ليأتي بما لا يستطيعُ الإنسانُ حمله، وما لا طاقةَ لهُ به، بلْ كانَ لهُ منَ الرٌّخصِ ما كان القصْدُ به التَّيسيرُ على النَّاسِ وعدمِ تحميلِهمْ ما لا يطيقونَ، مصداقاً لقولِ اللهِ تعالى: ((لا يكلِّفُ اللهُ نفساً إلَّا وُسعها))، ومنَ الرُّخصِ ما كانَ في الصَّلاةِ، وهوَ إقامتها في الرِّحالِ في وقتِ المطرِ الشَّديدِ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث:

يروي الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلُ البخاريُّ: ((حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، قالَ: اخبرنا مالكٌ، عنْ نافعٍ، أنَّ ابنَ عمرَ أذَّنَ بالصَّلاةِ في ليلةٍ ذاتِ بردٍ وريحٍ، ثمَّ قال: ألا صلُّوا في الرِّحالِ، ثمَّ قال: إنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم كانَ يأمُرُ المؤذِّنَ ـ إذا كانتْ ليلةً ذاتَ بردٍ ومطرٍ ـ يقولُ: (ألا صلُّوا في الرِّحالِ). رقمُ الحديثِ: 666)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الأذانِ، بابُ الرُّخصةِ في المطرِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ ابنِ عمرَ رضيَ اللهُ عنهما، وهوَ الصّحابيُّ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ بنِ الخطَّابِ القرشيُّ (ت:73هـ)، وهوَ منَ المكثرينَ في روايةِ الحديثِ عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ:

  • عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التّنّيسيُّ (ت:218هـ)، منَ الرُّواةِ المكثرينَ لروايةِ الحديثِ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ عنْ مالكِ بنِ أنسٍ.
  • مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ المَدنيُّ (93ـ179هـ)، إمامُ دارِ الهجرةِ ومحدِّثٌ ثقةٌ منْ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • نافعٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، نافعٌ مولى عبدِ الله بنِ عمرَ بنِ الخطَّابِ القرشيُّ المدنيُّ (ت:116هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ عنِ الصَّحابةِ رضيَ اللهِ عنهم.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى رخصةٍ رخّصها رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ في وقتِ الرِّيحِ والمطرِ الشّديدِ، وهذهِ الرُّخصةُ بأنْ يُصلِّي النَّاسُ في بيوتهمْ ورحالهمْ ، وفي هذا تخفيفُ على المسلمينَ وعدمِ تحميلهمِ المشاقِّ والمتاعبِ في وصولهمْ لمكانِ إقامةِ صلاةِ الجماعةِ، وهوَ ما نقلهُ الرَّاوي عبدُ اللهِ بنُ عمرَ عنْ رسولِ الله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّهُ كانَ يأمرُ المؤذّنَ بأنْ ينادي للصَّلاةِ ويتبعُ الأذانَ بجملةِ (صلُّوا في الرِّحالِ).

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والفوائدِ المستفادةِ منَ الحديثِ:

  • الإسلامُ دينُ التَّيسيرِ.
  • رخصةُ الصَّلاةِ في البيوتِ في حالِ المطرِ والبردِ والرّيح.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاريسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: