حديث في النهي عن الصفر والهامة والعدوى

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ في حديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيراً منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ كثيراً منَ الدّواءِ للأسقامِ، ومنها ما عرفَ بالطّبِّ النّبويِّ، ولقدْ كانَ في حديثهِ عليه الصّلاةُ والسّلامُ ما ينفي عدوى المرضِ والهامةَ والصّفر وما كانَ عند العربِ منَ الخرافاتِ، وسنعرضُ حديثاً يبيّنُ ذلكَ.

الحديث:

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ، حدّثنا إبراهيمُ بنُ سعدٍ، عنْ صالحٍ، عنِ ابنِ شهابٍ، قال: أخبرني أبو سلمةَ بنُ عبدِ الرّحمنِ وغيرُهُ، أنّ أبا هريرةُ رضيَ اللهُ عنهُ، قال: إنّ رسولَ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “لا عدوى ولا صفرَ ولا هامةَ” فقالَ أعرابيٌّ: يا رسولَ الله، فما بالُ إبلي تكونُ في الرّملِ كأنّها الظّباءُ، فيأتي البعيرُ الأجربُ فيدخلُ بينها فيجرِبها؟ فقالَ: “فمنْ أعدى الأوّلُ”)). رقمُ الحديث:5717.

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ قدْ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في صحيحه في كتابِ الطّبِّ، بابُ: (لا صفرَ وهوَ داءٌ يأخذُ البطْنَ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ منْ أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، أمّا بقيّةُ رجالِ الحديث:

  • عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ: وهوَ أبو القاسمِ، عبدُ العزيزِ بنُ عبدِ اللهِ الأويسيُّ، وهوَ منَ المحدّثينَ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباعِ التّابعينَ.
  • صالح: وهوَ أبو محمّدٍ، صالحُ بنُ كَيسانَ الدّوسيُّ (ت: بعد130هـ)، وهوَ منْ ثقاتِ الحديثِ منْ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى نفيِّ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ عنْ أمورٍ كثيرةٍ وهي:

  • العدوى: وهو في ظاهرِ الحديثِ نفيٌّ للعدْوى منَ الأمراضِ، وقدْ ذهبَ بعضُ أهلِ العلمِ إلى تضارُبِ ظاهرِ الحديثِ مع بعضِ الشّواهدِ منَ الحديثِ في وجودِ العدوى، وقدْ جمعَ أهلُ العلمِ بينَ رواياتِ الحديثِ بأنَّ المقصودُ في العدوى أنّهُ لا عدوى إلّا بأمر اللهِ تعالى.
  • الصّفرُ: والصّفرُ عندَ العربِ قديماً داءٌ في البطنِ قيلَ أنّهُ حيّةُ في البطنِ تؤذي الأنسانَ وأنّها تنشرُ العدوى، فجاءَ النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ لنفي هذه الخرافةِ.
  • الهامة: وهوَ ما كانَ عندَ العربِ منْ خرافةِ أنَّ روحَ منْ يقتلُ تصيرُ هامةً حتّى يؤخذَ لهُ بالثّأرِ، فتصيرُ طيراً فتطيرُ، وقددْ نفى النّبيُّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ هذه الخرافة.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ منِ الحديث:

  • نفي الإسلامِ للهامة والعدوى والصّفرُ.
  • محاربة الإسلامِ للخرافاتِ.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذّهبيصحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: