حديث في الوضوء مرّتين مرّتين

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يعلِّمُ أصحابهُ كلَّ كبيرةٍ وصغيرةٍ في كلِّ شيءٍ يتَّصلُ بالعباداتِ والآدابِ، وكان عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ يعلِّمها قولاُ وعملاً ليسهلَ عليهمْ تطبيقها، وكانَ الصَّحابةُ رضوانُ اللهِ عليهمْ يلازمونهُ ولا يتركونَ شيئاً إلا تعلَّموهُ وسألوهُ عنه، ونقلوها إلى الأمّةِ جمعاءَ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، ومنْ هذه التطبيقاتِ تطبيقهُ للوضوءِ، وسنستعرضُ حديثاً في وضوئه عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ مرَّتينِ.

الحديث:

يروي الإمامٌ البخاري يرحمه الله في الصَّحيح: (( حدَّثنا حسين بن عيسى، قال: حدَّثنا يونس بنُ محمَّدٍ، قال: حدَّثنا فليحُ بنُ سليمانَ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ أبي بكرِ بنِ عمرِو بنِ حزمٍ، عنْ عبَّادِ بنِ تميمٍ، عنْ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ توضّأَ مرَّتينِ مرَّتينِ)). رقمُ الحديث: 158)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الوضوءِ، بابُ الوضوءِ مرَّتينِ مرَّتينِ، والحديث منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ عبدِ اللهِ بنِ زيدٍ رضيَ اللهُ عنه، وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ زيدِ بنِ عاصمٍ الأنصاريُّ المازنيُّ (ت:63هـ)، وأمَّا بقيَّةُ رجال الحديثِ فهم:

  • حسين بن عيسى: وهوَ أبو عليٍّ، حسينُ بنُ عيسى بنِ حمرانَ الطَّائيُّ (ت: 247هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • يونس بن محمّد: وهوَ أبو محمَّدٍ، يونسُ بنُ محمَّدِ بنِ مسلمٍ البغداديُّ (ت:207هـ)، ويقالُ (المعلِّمُ المؤدبُ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ الأتباعِ.
  • فليح بن سليمان: وهوَ أبو يحيى، فُليحُ بنُ سليمانَ بنِ أبي المغيرةِ رافعٍ الخزاعيُّ (ت:168هـ)، وهوَ منْ طبقةِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • عبدُ اللهِ بنُ أبي بكر: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ أبي بكر بنِ محمّدِ بنِ عمرِو بنِ حزمٍ الأنْصاريُّ (65ـ135هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ.
  • عبَّادُ بنُ تميمٍ: وهوَ عبَّادُ بنُ تميمِ بنِ غزيَّةَ الأنْصاريُّ المازنيُّ، وعمُّهُ راوي الحديثِ عبدُ اللهِ بنِ زيدٍ، وهوَ منَ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ الكرامِ رضيَ اللهُ عنهمْ جميعاً.

دلالة الآيات:

يشيرُ الحديثُ إلى تطبيقِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ للوضوءِ أمام الصَّحابةِ رضوانُ اللهِ عليهِم، وكانَ فعلُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أمامهمْ تعليماً لهم، وقدْ أوردَ الحديثُ عنْ وضوئهِ مرَّتينِ مرَّتينِ، أيْ أنَّهُ عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ غسلَ أعضاءَ الوضوءِ وجوارحه الشّريفةِ مرَّتينِ مرَّتين، وليسَ في فعلِ النَّبيِّ للوضوءِ مرَّتينِ دليلُ على الوجوبِ بلْ على جوازِ الوضوءِ مرَّتينِ فقط، فقدْ وردَ عنه عليهِ الصّلاةُ والسَّلامُ أنَّهُ توضَّأ مرّةً مرَّةً، وثلاثاً، واللهُ تعالى أعلمُ ورسولهُ من بعده.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الفوائدِ المأخوذةِ منَ الحديثِ:

  • جوازُ الوضوءِ مرَّتينِ مرَّتينِ.
  • تطبيقُ النّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ للوضوءِ تعليماً للصَّحابةِ.

المصدر: صحيح البخارؤي للإمام البخاريفتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيتهذيب الكمال للمزيسير أعلام النبلاء للذهبي


شارك المقالة: