حديث في تحية المسجد

اقرأ في هذا المقال


إنَّ للنّوافلِ والعباداتِ المسنونةِ فضلٌ عندَ اللهِ عزَّ وجلَّ، وقدْ كانَ للصَّلاةِ الحظُّ الوافرِ منَ السُّننِ النَّافلةِ الّتي جاءَ بها النَّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلًَّمَ، ومنَ الأمثلةِ عليها: سنن الصَّلواتِ الخمس القبليةِ والبعديةِ وصلاةُ الكسوفِ والخسوفِ وتحيَّةُ المسجدِ وسنَّةِ الوضوءِ، وسنستعرضُ حديثاً يحثُّ على سنَّةِ تحيَّةِ المسجدِ.

الحديث:

يروي الإمام البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدَّثَنا عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ، قال: أخبرنا مالكٌ، عنْ عامرِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ، عنْ عمرو بنِ سُليمٍ الزُّرقيِّ، عنْ أبي قتادةَ السَّلميِّ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلّمَ قال: (إذا دخلَ أحدكمُ المسجدَ فليركعْ ركعتين قبلَ أنْ يجلسَ). رقمُ الحديثِ: 444)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرْويهِ الإمامُ محمَّد بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كتابِ الصَّلاةِ؛ بابُ إذا دخلَ المسجدَ فليركعْ ركعتين، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليل أبي قتادةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوِ الحارثُ بنُ رِبعيُّ الأنصاريُّ، أمَّا بقيَّةُ رجال الحديثِ فهم:

عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ: وهوَ أبو محمَّدٍ، عبدُ اللهِ بنُ يوسفَ التَّنيسيُّ الكِلاعيُّ (ت:218هـ)، وهوَ منْ تبعِ أتباع التَّابعينَ في الحديثِ.

  • مالكٌ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، الإمامُ مالكُ بنُ أنسٍ الأصبحيُّ المدنيُّ، إمامُ دار الهجرةِ وصاحب المذهبِ الفقهيِّ المالكيِّ (93ـ179هـ)، وهوَ منَ الثِّقاتِ في روايةِ الحديثِ من أتباع التّابعينَ.
  • عامرُ بن عبد اللهِ: وهوَ أبو الحارثِ، عامرُ بنُ عبدِ اللهِ بنِ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ القرشيُّ (ت: 121هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منَ التَّابعينَ.
  • عمرو بن سُليمٍ: وهوَ عمرو بنُ سليمٍ الأنْصاريُّ (ت: 104هـ)، وهوَ يعرفُ بابنِ خلدةَ، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منَ التَّابعين.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى سنَّةٍ منَ السُّننِ المستحبَّةِ، وهي صلاةُ تحيَّةِ المسجدَ، فقدْ دعا عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ المسلمينَ عندَ دخولِ المسجدِ بالصَّلاةِ ركعتينِ، وهما تحيَّةُ المسجدِ، أو تحيَّةُ الدُّخولِ إلى المسجدِ، وكانَ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يلتزمُ بها ويحثُّ الصَّحابةَ على ذلكَ، ويكونُ أدائها قبلَ الجلوسِ، فإذا دخلَ والجماعةُ بالصَّلاةِ المفروضةِ قائمةً لحقَ بهم، وتركَ تحيَّةَ المسجدِ، لأنَّ الصَّلاة المفروضةَ أولى، واللهُ أعلمُ.

ما يرشد إليه الحديث:

من الدّروس والفوائد منَ الحديث:

  • استحبابُ سنّةِ دخول المسجد.
  • سنّةُ تحيّة المسجدِ أقلُّها ركعتينِ.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيصحيح البخاري للإمام البخاريتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: