حديث في تمني المرء الموت من الفتن

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لحديثِ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ إخبارٌ لما يسبقُ السّاعةَ منَ الفتنِ والأهوالِ، وقدْ أخبرَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ أصحابهُ بكثيرٍ منَ العلاماتِ الّتي تسبقُ السّاعةَ وفتنِ آخرِ الزّمانِ، كما أخبرَ بشدِّةِ فتنِ الدّنيا حتّى يتمنى المرءٌ أنْ يكونَ بمكانِ منْ ماتَ منهمْ، وسنعرضُ حديثاً في ذلكَ.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا إسماعيلُ، حدّثني مالكٌ، عنْ أبي الزّنادِ، عنِ الأعرجِ، عنْ أبي هريرةَ، عنِ النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ قال: “لا تقومُ السّاعةُ حتّى يمرَّ الرّجلُ بقبرِ الرّجلِ، فيقولُ يا ليتني مكانهُ”)). رقمُ الحديث: 7115.

ترجمة رجال الحديث

الحديث المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريّ في الصّحيحِ في كتابِ الفتن، بابُ: (لا تقومُ السّاعةُ حتّى يُغبطَ أهلُ القبورِ)، والحديثُ جاء منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ وهوَ من أكثرِ الصّحابةِ روايةً للحديثِ النّبويِّ الشّريفِ، امّا بقيّةُ سندِ الحديثِ منَ الرّجالِ:

  • إسماعيلُ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، إسماعيلُ بنُ عبدِ اللهِ الأصبحيُّ المدنيُّ (139ـ226هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ الثّقاتِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • أبو الزّناد: وهوَ أبو عبدِ الرّحمنِ، عبدُ اللهِ بنُ ذكوانَ القرشيّ (64ـ130هـ)، وهوَ منْ أتباع التّابعينَ المحدّثينَ الثّقاتِ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ المذكورُ إلى علامة منْ علاماتِ السّاعةِ، وهي أنْ يمرُّ زمانٌ على الأمّةِ يُغبطُ فيها أصحابُ القبورِ، فيمرُّ أحدُهمْ بقيرِ الميّت فيتمنّى أنْ يكونَ مكانهُ، وذلكَ لما يكونُ في الدّنيا منْ فتنٍ تحولُ بينَ المرء ودينهِ، وقيلَ أنّهمْ أهلُ الإيمانِ منْ أمّةِ محمّدٍ صلّى الله عليه وسلّمَ الّذينَ يخشوْنَ على دينهمْ ممّا يجدونَ منْ ضيقٍ واختباراتٍ في الصّبرِ عليهِ، أمّا أهلُ الفتنِ فيميلونَ مع الفتنِ ويذهبونَ معها أينما حلّتْ، وفي هذا ما نجدُ في هذا الزّمانِ منْ تحوّلٍ عنِ الثّباتِ على الإسلامِ ومحاربةِ أهلهِ، وما نجدُ منْ فرارٍ لأهلِ الإيمانِ بدينهمْ.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • شدّةُ فتنِ آخرِ الزّمانِ على الخلق.
  • وجوبُ الصّبرِ على الإيمانِ في أيامِ الفتنةِ.

المصدر: صحيح البخاري للإمام محمّد بن إسماعيل البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للإمام شمس الدّين الذّهبيالثّقات لابن حبّان التّميمي


شارك المقالة: