حديث في جواز صلاة الغائب في صلاة النبي على النجاشي

اقرأ في هذا المقال


لقدْ كانَ لملكِ الحبشة النّجاشيُّ فضلُ عظيمٌ في ايواءِ المسلمينَ عندما هاجروا إلى الحبشة، وقدْ ثبتَ أنّه أسلمَ، لذلكَ صلّى النّبيُّ صلّى الله عليه وسلّمَ عليه صلاةَ الغائبِ عندَ موته، ممّا يدلُّ على إسلامه، لأنّ صلاة الجنازة لا تكونُ إلّا على مسلمٍ، وسنعرضُ حديثاً في ذلك.

الحديث

أوردَ الإمامُ التّرمذيّ يرحمهُ الله في السّنن: ((حدّثنا أبو سلمةَ يحيى بنُ خلفٍ، وحميدُ بنُ مسعدةَ، قالا: حدّثنا بشرُ بنُ المفضّلِ، قال: حدّثنا يونسُ بنُ عبيدٍ، عنْ محمّدِ بنِ سيرينَ، عنْ أبي المهلّبِ، عنْ عمرانِ بنِ حصينٍ، قال: قالَ رسولُ الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ: ” إنّ  أخاكمُ النّجاشيَّ قدْ ماتَ، فقوموا فصلّوا عليه”. قال: فقمنا فصففنا كما يُصفّ على الميّتِ، وصلّينا عليه كما يُصلّى على الميّت)). حكم الحديثِ صحيحُ، ورقمه: (1039).

ترجمة رجال الحديث

الحديثُ النّبويُّ المذكورُ أوردهُ الإمامُ أبو عيسى، محمّدُ بنُ عيسى التّرمذيّ في الجامع الصّحيحِ في أبواب الجنائز عنْ رسول الله صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، بابُ: (صلاة النّبيِّ على النّجاشيّ)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ عمرانَ بنِ حصينٍ الخزاعيُّ رضي اللهُ عنهُ، وهوَ منَ الصّحابة الرّواة للحديثِ، أمّا بقيّة السندِ منَ الرّجال:

  • أبو سلمة: وهوَ يحيى بنُ خلفٍ الباهليُّ (ت: 242هـ)، وهو منْ ثقات الحديثِ منْ تبعِ أتباع التّابعينَ.
  • حميد بن مسعدة: وهوَ أبو عليّ، حميدُ بنُ مسعدةَ البصريُّ (ت: 244هـ)، وهوَ ثقةُ صدوقُ منْ تبعِ الأتباع في الحديث.
  • يونس بن عبيدٍ: وهوَ أبو عبدِ الله، يونسُ بنُ عبيدِ بنِ دينارٍ العبديُّ (ت: 139هـ)، وهوَ راوٍ ثقةٌ منْ أتباع التّابعينَ.
  • أبو المهلّب: وهوَ أبو المهلّب الجرميُّ البصريُّ، وهوَ من ثقات الحديثِ منَ التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى صلاة النّبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ على النّجاشيِّ ملكِ الحبشةِ، وقدْ نعى النّبيُّ عليه الصّلاة والسّلام النّجاشيُّ ودعا الصّحابةَ إلى الصّلاة عليه صلاة الجنازةِ، ممّا يستنتجُ منْ ذلكَ إسلامهُ، لأنّ النّبيَّ عليه الصّلاة والسّلام لا يصلّ على غير المسلمِ، كما يؤخذُ منَ الحديثِ جوازُ صلاة الغائبِ على البعيدِ الّذي لمْ يصله النّاسُ، كما ذهبَ بعضُ أهل العلمِ إلى أنّ هذه الصّلاة كانتْ خاصةً بالنّبيِّ عليه الصّلاة والسّلامُ بعدما كُشفَ لهُ عنِ النّجاشيِّ أمامهُ ثمّ صلّى عليه، والله تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • جوازُ صلاة الغائبِ على المسلمِ البعيدِ.
  • صلاة الغائبِ كصلاة الجنازة.

المصدر: الجامع الصحيح للإمام التّرمذيتحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي لعبد الرحمن المباركفوريسير أعلام النّبلاء للإمام الذّهبيكتاب الثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: