حديث في حب الرسول من الإيمان

اقرأ في هذا المقال


لقدْ بعثَ اللهُ سبحانهُ وتعالى نبيَّنا محمَّدٍ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ هادياً وبشيراً، واصطفاهُ اللهُ منْ بينِ الخلقِ بصفاتِ النُّبوَّةِ، كي يكونَ قدوةً في ذلكَ معصوماً عنِ الخطأ والمعصيةِ البشرية، وأوجبَ حبَّهُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ على المؤمنينَ وجعلَ ذلكَ منْ علاماتِ الإيمانِ، وسنعرضُ حديثاً في وجوبِ محبَّتِهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ.

الحديث:

يروي الإمامُ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا أبو اليمانِ، قالَ: أخبرنا شعيبٌ، قال: حدَّثنا أبو الزِّنادِ، عنِ الأعرجِ، عنْ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قال: (فو الّذي نفسي بيدهِ لا يؤمنُ أحدكم حتَّى أكونَ أحبَّ إليهِ منْ والدهِ وولده)). رقمُ الحديث:14)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصَّحيحِ في كِتابِ الإيمانِ، بابُ حبُّ الرَّسولِ منَ الإيمانِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيِّ الجليلِ أبي هريرةَ رضيَ اللهُ عنهُ، وهوَ عبدُ الرَّحمنِ بنِ صخرٍ الدُّوسيِّ، منْ أكثرِ الصَّحابةِ روايةً للحديثِ، وأمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • أبو اليمانِ: وهوَ أبو اليمانِ، الحكمُ بنُ نافعٍ (138ـ221هـ)، وهوَ منَ المحدِّثينَ منْ تبعِ أتْباعِ التَّابعينَ.
  • أبو الزِّنادِ: وهوَ أبو الزِّنادِ، عبدُ اللهِ بنِ ذكوانَ القرشيُّ (64ـ130هـ)، وهوَ منْ أتْباعِ التَّابعينَ أيضاً.
  • الأعرجُ: وهوَ أبو داوودَ، عبدُ الرَّحمنِ بنُ هرمزٍ المعروفِ بالأعرجِ (ت:117هـ)، وهوَ منْ كبارِ التَّابعينَ في روايةِ الحديثِ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى وجوبِ محبَّتِهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ وجعلها منَ الإيمانِ وعلاماتهِ، وقدْ ذكرَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وجوبَ محبَّتِهِ وفضَّلها على محبَّةِ الإنسانِ لأقربِ النَّاسِ إليهِ وهما الوالدُ والولدُ، وذكرُ الوالدِ والولدِ في العقلِ أقربُ وأحبُّ إلى النَّفسِ منْ غيرهما، ومحبَّةُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ تكونُ في اتِّباعِ ما أمرَ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ واجتنابِ ما نهى عنهُ.

واتِّباعِ سنتهِ عليهِ السَّلامِ والذّودِ عنهُ، وقدْ وردَ عنْ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ عندما قالَ لهُ عمرَ واللهِ إنّي أحبكَ أكثرَ منْ كلِّ شيءٍ إلَّا نفسي، قالَ:(والّذي نفسي بيدهِ، حتَّى أكونَ أحبَّ إليكَ منْ نفسكَ) فقالَ عمر: لأنتَ يا رسولَ اللهِ أحبُّ إليَّ منْ نفسي، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (الآنَ ياعمر). أي الآنَ إكتمل إيمانكَ .

ما يرشدُ إليه الحديث:

منْ فوائدِ الحديث والعبرِ المستفادةِ منهُ:

  • وجوبُ محبتهِ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ.
  • محبة النَّبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ منَ الإيمانِ.
  • محبتهُ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ باتِّباعِ أوامرهِ واجتنابِ نواهيه.

المصدر: سير أعلام النبلاء للذهبيصحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري في شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيتهذيب الكمال للمزي


شارك المقالة: