حديث في كفارة المصيبة

اقرأ في هذا المقال


لقدْ أنعمَ اللهُ تعالى على الإنسانِ بنعمٍ كثيرةٍ لا تُعدُّ ولا تحصى، ومنْ هذه النِّعمُ نعمةُ الصَّحةِ، وقدْ يصيبُ الإنسانَ في صحَّتِهِ شيءٌ منَ الإبتلاءِ بالمرضِ والضَّعفِ، وعلى المسلمِ الصبرَ على المرضِ كما عليهِ شكرُ النعمةِ، وقدْ أخبرنا النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أنَّ المصيبةَ كفارة للسيئاتِ وتخفيفٌ منَ الذُّنوبِ، وسنعرضُ حديثاً في كفارةِ المصيبة.

الحديث:

يروي الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ يرْحمهُ اللهُ في الصَّحيحِ: ((حدَّثنا أبو اليمانِ الحكمُ بنُ نافعٍ، أخبرنا شعيبٌ، عنِ الزُّهريِّ، قالَ: أخبرني عروةُ بنُ الزُّبيرِ، أنَّ عائشةَ رضيَ اللهُ عنْها زوجُ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالت: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ: (ما منْ مصيبةٍ تُصيبُ المسلمَ إلَّا كفَّرَ اللهُ بها عنهُ، حتَّى الشَّوكةِ يُشاكُها). رقمُ الحديثِ: 5640)).

ترجمة رجال الحديث:

الحديثُ المذكورُ يرويهِ الإمامُ محمَّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ يرْحمُهُ اللهُ في الصَّحيحِ في كِتابِ المرضى، بابُ ما جاءَ في كفَّارةِ المرضِ، والحديثُ منْ طريقِ الصَّحابيّةِ الجليلِةِ أمِّ المؤمنينَ عائشةَ بنتِ أبي بكرٍ الصِّدِّيقِ، وهيَ منْ الصَّحابةِ المكثرينَ في  روايةً الحديثِ عنِ النَّبي صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ، أمَّا بقيَّةُ رجالِ الحديثِ فهم:

  • أبو اليمانِ: وهوَ الحكمُ بنُ نافعٍ البهرانيُّ الحمصيُّ (138ـ221هـ)، وهوَ منْ تبعِ الأتْباعِ في رواية الحديث.
  • شعيبٌ: وهوَ أبو بشرٍ، شعيبُ بنُ أبي حمزةَ القرشيُّ الأمويُّ (ت:162هـ)، وهوَ منْ رواةِ الحديثِ منْ أتباعِ التَّابعينَ.
  • الزُّهريُّ: وهوَ أبو بكرٍ، محمَّدُ بنُ مسلمٍ، المعروفُ بابنِ شهابٍ الزُّهريِّ (50ـ125هـ)، وهوَ منْ كبارِ المحدِّثينَ منْ التَّابعينَ.
  • عروةُ بنُ الزُّبيرِ: وهوَ أبو عبدِ اللهِ، عروةُ بنُ الزُّبيرِ بنِ العوَّامِ القرشيُّ(23ـ94هـ)، وهوَ منْ أشهرِ المحدِّثينَ الثِّقاتِ منَ التَّابعينَ عنِ الصَّحابةِ.

دلالة الحديث:

يشيرُ الحديثُ إلى رحمةِ اللهِ تعالى بمنْ أصابتهُ مصيبةُكالمرضُ أوِ الضَّعفِ والهزلِ في صحَّتهِ أو تغيُّر حالهِ، وذلكَ بأنْ جعلَ اللهُ هذا المصائب كفارةٌ وتكفيرُ لسيئاتِهِ ومحوٍ لها، حتَّى ضربَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مثالاً بالشَّوكةِ عندما يُشاكُ بها الإنسانُ ويلحقُ منْها الأذى والأوجاعَ ولو كانتْ قليلة، وفي هذا تصبيرُ للإنسانِ في حالِ المرضِ وتبدُّلِ الأحوالِ وتخفيفٌ عنهُ بهذهِ الكفَّارةِ، ووجوبُ تسليمِ الأمورِ للهِ تعالى.

ما يرشد إليه الحديث:

منَ الدُّروسِ والعبرِ المستفادةِ منَ الحديث:

  •  الشُّكرِ على النعمةِ والصَّبرِ عندَ المرضِ والمصيبة.
  • رحمةُ اللهِ تعالى بأنْ جعل المصيبة كفارةُ وماحيةً للسيئات.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري في شرح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذهبيتهذيب الكمال للمزيصحيح مسلم للإمام مسلم كتاب البر والصلة بابُثواب المؤمن فيما يصيبه منْ مرضالمنهاج في شرح مسلم للإمام النووي


شارك المقالة: