حديث في معصية من استرعى الرعية فلم ينصح

اقرأ في هذا المقال


لقدْ وردَ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ كثيرُ منَ الشّواهدِ الّتي تبيّنُ حقوقَ الرّاعي والرّعيّة، وكذلكَ معصيةُ منْ استرعى رعيّةً فلمْ يؤتِها حقّها ولمْ يتّقِ الله تعالى بها، فعظمُ المسؤوليّةِ توجبُ تقوى اللهِ لكي يتجنّبَ غضبَ اللهِ وحسابهُ يومَ القيامة، وسنعرضُ حديثاً في معصيةِ منِ استرعى رعيّةً قلمْ يتّقِ الله بها.

الحديث

أوردَ الإمامُ البخاريُّ يرحمهُ اللهُ في الصّحيحِ: ((حدّثنا أبو نُعيمٍ، حدّثنا أبو الأشهبِ، عنِ الحسنِ، أنّ عبيدَ اللهِ بنَ زيادٍ عادَ معقِلَ بنَ يسارٍ في مرضهِ الّذي ماتَ فيهِ، فقالَ لهُ معقِلٌ: إنّي محدّثكَ حديثٌ سمعتُهُ منْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، سمعتُ النّبيَّ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ يقولُ: “ما منْ عبدٍ استرعاهُ اللهُ رعيّةً، فلمْ يَحُطْها بنصيحةٍ، إلّا لمْ يجدْ رائحةَ الجنّةِ”)). رقمُ الحديث: 7150.

ترجمة رجال الحديث

الحديث المذكورُ أوردهُ الإمامُ محمّدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ في الصّحيحِ في كتابِ الأحكامِ، بابُ : (منِ استرعى رعيّةً فلمْ ينصح)، والحديثُ جاءَ منْ طريقِ الصّحابيِّ الجليلِ معقلِ بنِ يسارٍ المزنيّ (ت: 60هـ)، وهوَ منَ الصّحابةِ الرّواةِ للحديثِ عنْ رسولِ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّمَ، وبقيّةُ رجالِ السّندِ البقيّة:

  • أبو الأشهبِ: وهوَ جعفرُ بنُ حيّانَ السّعديُّ (70ـ165هـ)، وهوَ منَ الرّواةِ المحدّثينَ للحديثِ منْ ثقاتِ أتباع التّابعينَ.

دلالة الحديث

يشيرُ الحديثُ إلى عظمِ معصيةِ منْ تولّى أمرَ الرّعيّةِ فلمْ يقدّم لها النّصيحةَ، والنّصيحةُ في أنْ يقدّمَ لها حقوقها ولا يحرمها منها ويؤدّي واجباتها تجاهها بما يرضي وجهَ اللهِ تعالى، لأنّه سيسألُ عنها أمامَ اللهِ تعالى، كما بيّنَ النّبيُّ عليه الصّلاةُ والسّلامُ في الحديثِ أنّ منْ تحمّل مسؤوليةَ رعيّةٍ منَ المسلمينَ فلمْ يكنْ لها ناصحاً أميناً خادماً لها فلنْ يجدَ ريحَ الجنّةِ لاستبعادهِ منْ دخولِها ولعظمِ مسؤوليّةِ الأمانةِ، وللتّحذيرِ منْ سوءِ حملِ أمانةِ رعايةِ المسلمينَ في أي منصبٍ وأيِّ عملٍ، وهذا يشملُ كلَّ منْ كانَ مسؤولاً عنْ حقِّ العبادِ بأي مكانِ وأيِّ عملٍ، والله تعالى أعلم.

ما يرشد إليه الحديث

منَ الفوائدِ منَ الحديث:

  • عظمُ مسؤولية رعايةِ الرّعيّة.
  • تحريمُ النّارِ على منْ قصّر في رعاية الرّعيّة.

المصدر: صحيح البخاري للإمام البخاريفتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر العسقلانيسير أعلام النبلاء للذّهبيالثّقات لابن حبّان


شارك المقالة: